الصورة التي تشاهدونها هي لحفلة زفاف خاصة، بابنة الطيب رجب أردوغان، وبحضور رفيق عمره ومساره السياسي الرئيس عبد الله غول، وبالرغم من أن حفل الزفاف جرى بطقوس عصرية، تماشيا مع رغبة تركيا وسعيها للإنضمام إلى الاتحاد الأوربي. إلا أن اللافت أن تمسك (الطيب) بالتقاليد الإسلامية هو الذي جعله يختار فستان الفرح الخاص بابنته إسلاميا خالصا مع تاج الخمار الذي زاد لابنة الطيب جمالا مع فستان الفرح، وكانت زوجة الطيب أردوغان قد اتصلت بأكبر مؤسسة عروض أزياء في فيينا بالنمسا لأجل تجهيز فستان فرح إبنتها واشترطت على هاته الدار أن يكون الفستان إسلاميا وهو ما تحقق بالرغم من أن هاته الدار العالمية سبق لها وأن تعاملت مع فساتين الفرح لكبار رؤساء العالم وحتى ملوك الدول الإسلامية ولا أحد منها اشترط أن تكون فساتين الفرح إسلامية، مع الإشارة أن معظم فساتين الفرح من الدول العربية والإسلامية من دون خمار حتى الخاصة بالمحجبات. وقد حضرنا عددا من الأعراس في إسطنبول وأنقرة في الخريف الماضي وتأكدنا بأنها صورة طبق الأصل في أجوائها من لباس ومأكل وغناء لما هو حاصل عندنا، خاصة أن أعراس الجزائريين مأخوذة من ثلاث مدن جزائرية هي قسنطينة والجزائر العاصمة وتلمسان التي عاش فيها الأتراك بكثرة في العهد العثماني ومازالوا لحد الآن. وجاء عهد "الطيب وعبد الله" ليضيف تاج الحجاب الإسلامي لهذه التقاليد الإسلامية العريقة حفلة الزفاف التي نقلتها وسائل الإعلام التركية والغربية قبل تسلم "عبد الله غول" مقاليد الحكم، سجلت "سلة" أخرى لحساب هذا الفريق الحاكم المتمسك بعصرنة البلاد التي ستدخل الإتحاد الأوربي، رغم أنف فرنسا وأيضا بتاريخها الإسلام، لأن تركيا ما كانت لولا حقبتها العثمانية المزهرة التي تعتبر أحسن فترات الحضارة التركية التي مكنت الإسلام من بلوغ عدد من دول أوربا وآسيا. ب. عيسى