فشلت الدول العربية الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، في تمرير مشروع قرار ينتقد البرنامج النووي الإسرائيلي، وذلك بعد عرض المشروع على التصويت فحاز على تأييد 43 دولة وصوتت ضده 51. وقدمت الدول العربية مشروع القرار غير الملزم للتعبير عن غضبها من عدم إحراز تقدم في الجهود الرامية إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وذلك في اجتماع الوكالة التابعة للأمم المتحدة السنوي الأول منذ عام 2010. وجاء التوجه العربي لتقديم المشروع رغم ضغوط غربية لمنع هذه المحاولات. وذلك حسبما أفاد دبلوماسيون عرب. وأوضح الدبلوماسيون العرب أن التوجه العربي يأتي بدافع خيبة الأمل نتيجة تأجيل مؤتمر دولي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة الذرية كان مقررا العام الماضي، لأجل غير مسمى، وذلك بطلب من الولاياتالمتحدة. وقبل الاجتماع أفاد رئيس بعثة الجامعة العربية لدى الوكالة الدولية السفير رمزي عز الدين رمزي بأن العرب يأملون في حال الموافقة على مشروع القرار، ستتم دعوة إسرائيل للانضمام إلى معاهدة دولية لحظر الأسلحة النووية مع إخضاع منشآتها النووية لرقابة مفتشي الوكالة الدولية. وتعليقا على المسعى العربي، اعتبرته واشنطن أن من شأنه أن يضر بالجهود الدبلوماسية الأوسع نطاقا والرامية لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. إسرائيل من جانبها اعتبرت أن المسعى العربي سيوجه "ضربة خطيرة" لأي محاولة لإجراء محادثات أمنية إقليمية. وقال رمزي "على العالم أن يعرف أن إسرائيل لا تلعب دورا بناء وأن لديها إمكانات نووية، وهو ما يعرضها لإدانات متكررة من جانب العرب وإيران". وطالبت الوكالة على لسان أمينها العام يوكيا أمانو لإرساء القواعد لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. من جهتها تعتبر إسرائيل وأميركا أن أنشطة إيران النووية هي ما يشكل خطرا رئيسيا بالمنطقة في مجال الانتشار النووي، مضيفين أن جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية لا يمكن أن يتحقق دون إبرام اتفاق سلام واسع بين العرب وإسرائيل ودون أن تكبح طهران برنامجها النووي. وكانت القوى العالمية قد وافقت عام 2010 على خطة مصرية لعقد مؤتمر دولي لإرساء القواعد لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. غير أن أميركا قالت في أواخر العام الماضي إن الاجتماع لن يعقد في موعده المقترح في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي ولم تقترح موعدا بديلا. وبين دبلوماسيون عرب أنهم أحجموا عن طرح مقترحهم بشأن إسرائيل في اجتماعات الوكالة الدولية عامي 2011 و2012 لدعم فرص عقد المؤتمر الخاص بالشرق الأوسط.