قال مسؤول من مجلس التعاون الخليجي، إن دول الخليج العربية من المرجح أن تتفق على تأجيل الموعد النهائي المقرر عام 2010 لإعلان الوحدة النقدية في اجتماع لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية اليوم السبت. ويترقب المستثمرون الاجتماع في مدينة جدة السعودية المطلة على البحر الأحمر، بحثا عن أي دلائل على شقاق بشأن السياسات النقدية، وهو ما قد يثير من جديد مضاربات على احتمالات التخلي عن نظام ربط عملات الخليج بالدولار المتهاوي. وارتفعت عملات الخليج أمس الجمعة، فصعد الريال القطري إلى أعلى مستوياته منذ عام 2003، إذ راهن المستثمرون على أن خطط تأخير الوحدة النقدية قد تدفع البنوك المركزية إلى السماح لأسعار صرف عملات الخليج بالارتفاع. والغرض الرسمي من الاجتماع هو مراجعة الجدول الزمني لطرح عملة موحدة في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم، وكانت السعودية وجيرانها الخمسة قد اتفقوا على أن الالتزام بالموعد نهائي في عام 2010 سيكون صعبا أن لم يكن مستحيلا. وقال مسؤول مجلس التعاون الخليجي إن الدول الست المنتجة للنفط، والتي اتفقت على الإبقاء على ربط عملاتها بالدولار حتى 2010 قد تحدد موعدا نهائيا جديدا. وبدأ الموعد النهائي لطرح العملة الموحدة يهتز عندما قررت عمان العام الماضي عدم الالتزام بموعد 2010 ، قائلة أنها لا تريد الالتزام بقيود الإنفاق المتفق عليها مع جيرانها. وأرجعت الكويت قرارها شق الصف، والتخلي عن ربط عملتها بالدولار لصالح سلة عملات في ماي الماضي إلى التأخير قائلة أن ضعف الدولار يرفع معدلات التضخم عن طريق زيادة أسعار الواردات. وقالت السعودية وعمان وقطر والبحرين والإمارات مرارا أنها تستبعد إتباع خطى الكويت. لكن مع انخفاض الدولار إلى مستويات قياسية وارتفاع معدلات التضخم في المنطقة إلى أعلى مستوياتها في عشر سنوات، ومواجهة البنوك المركزية لاحتمال الاضطرار لملاحقة تخفيضات أخرى في أسعار الفائدة الأمريكية، قال بنك ستاندارد تشارترد الأسبوع الماضي أن دول الخليج قد تدرس رفع قيمة عملاتها بشكل جماعي. وعندما خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سعر الفائدة يوم 18 أوت الماضي أحجمت السعودية وعمان والبحرين عن إتباع خطاه واختارت تحمل الضغوط على عملاتها، بدلا من زيادة التضخم في الداخل. وبلغ سعر الريال السعودي أعلى مستوياته في 21 عاما بعد هذه الأنباء. وخفضت قطر والإمارات، وهما الدولتان اللتان تشهدان أعلى معدلات تضخم في المنطقة أسعار الفائدة إلى جانب الكويت لمكافحة المراهنات على ارتفاع العملة. وبلغ سعر الريال السعودي 3.7350 ريال للدولار يوم الجمعة بالمقارنة مع 3.7400 ريال أمس الجمعة، وكانت ذروته في 21 عاما التي بلغها يوم العاشر من أكتوبر هي 3.7290 ريال. الشروق أون لاين. الوكالات