أجمع المشاركون في المؤتمر الوطني الرابع للثانويات التقنية و المتاقن المُنعقد بالعاصمة نهاية الأسبوع المنصرم تحت إشراف التنسيقية الوطنية للثانويات التقنية و بحضور جمعيات أولياء التلاميذ، على ضرورة التصدّي لمخطط تفكيك التعليم التقني و المواصلة في عملية التوعية و التحسيس لدى مختلف الهيئات الرسمية بالفائدة المتوخاة من المحافظة على هذا النوع من التعليم كركيزة أساسية في النظام التربوي المعاصر. إذ تشكل الوضعية السائدة مع مطلع السنة الدراسية و في ظل الإصلاحات الجديدة التي أدخلها وزير التربية و التعليم على المنظومة التربوية عامة و التعليم التقني خصوصا- من نزع ستة شعب تقنية من المقرر الدراسي و تخفيض الحجم الساعي المخصص لتدريس هذه المادة- الشغل الشاغل لأساتذة التعليم التقني الذي وجدوا أنفسهم مُلزمين بتدريس مواد ليست من اختصاصهم كالأعلام الآلي، العلوم الفيزيائية و الرياضيات. حيث أعرب ممثلون عن التنسيقية الوطنية للثانويات التقنية و المتاقن في زيارة لهم "للشروق اليومي" عن بالغ استيائهم لما وصل إليه التعليم التقني في الجزائر، من إجبار بعض الأساتذة الذي وجدوا أنفسهم في حيرة بعد إلغاء الكثير من المواد التقنية فحُوّلوا للتدريس في ثانويتين أو أكثر لاستكمال النصاب الساعي، بينما حُوّل آخرون إلى ثانويات تبعد بأكثر من 100 كلم من مقر سكناهم، و الأغلبية أدمجوا لتدريس مواد أخرى و هو ما اعتبرته التنسيقية بغير القانوني و المخالف للنصوص التشريعية، وأساتذة آخرون لم يتلقوا جداول توقيتهم لحد الساعة، كما أبدى أساتذة التقني تذمرهم من توجيه العديد من التلاميذ إلى شعبة تقني رياضي دون أن يسمح لهم مسارهم البيداغوجي بمتابعة هذا الاختصاص، و هو ما سيؤثر على مستقبلهم الدراسي. فجميع الحلول التي اتخذتها وزارة التربية -حسب التنسيقية- حلول ترقيعية لا تخدم مصلحة التلاميذ. و في السياق نفسه أكد ممثلوا التنسيقية أنهم أرسلوا وفدا عنهم لوزارة التربية غير أنه لا أحد استقبلهم لمرتين متتاليتين، كما أنهم قاموا بجمع ألفين توقيع لمختلف شرائح المجتمع المدني و السياسي من مساندي مطالب أساتذة التعليم التقني. و نظرا لحالة الانسداد يعتزم وفد من الأساتذة الانتقال الأحد المقبل إلى المجلس الشعبي الوطني و ذلك عشية المصادقة على قانون التوجيه حول التربية الوطنية المعروض حاليا على النواب لتذكيرهم و مطالبتهم بإنقاذ التعليم التقني من الاندثار. نادية سليماني