بالرغم من تسبب أحداث القرارة الأخيرة في سقوط دماء الأبرياء واعتقال عدد من شباب المدينة الغاضب وارتفاع عدد جرحى المواجهات العنيفة و جسامة حجم الخسائر المادية التي لحقت الممتلكات الخاصة والعمومية بمدينة القرارة ووصف البعض لأحداث العنف التي شهدتها المدينة مند الجمعة الماضي ب الخطيرة، إلا أن ذلك لم يثني أصحاب النية الحسنة والمبادرات الخيرة من عقلاء الإخوة الفرقاء من مالكية وأباظية، من مواصلة اللقاءات الماراطونية مع السلطات الولائية والأمنية ومعاودة المرجعيات الدينية في المنطقة وطلب تدخل منتخبي المجالس الشعبية والوطنية من أجل عقد لقاء موسع يشمل جميع الأطراف بما فيها تلك التي بقيت تراقب مسألة ما يحدث عن بعد ولم تكلف نفسها عناء التنقل إلى عين المكان للالتقاء بالشباب ووضع الحلول المطلوبة، خصوصا بعدما تزايد عدد الأصوات المنادية بضرورة ترجيح سياسة التعقل ومساندة كل مساعي الصلح والهدنة بعد مرور أقل من 48 ساعة من إعلان الجهات الأمنية عن توقف الأحداث وعودة مظاهر الحياة إلى مدينة القرارة. يذكر أن تحرك عقلاء المنطقة في وقف كل مظاهر العنف التي أعقبت مباراة الجمعة جاء موازيا تماما لعمليات إرسال التعزيزات الأمنية التي وصلت ليلة السبت إلى دائرة القرارة لتأمين المدينة ووقف الاشتباكات بين شباب المنطقة، وذلك من أجل دعم ومساندة مبادرة الهدنة والصلح بين متساكني المنطقة، حيث شهد مقر دائرة القرارة على مدار اليومين الماضيين توافد عدد من الشخصيات الدينية المشهود لها بمواقفها الوسطية الثابتة خلال الأحداث الدامية التي عرفتها مناطق عدة من الولاية كما زار المنطقة عدد من المنتخبين من بينهم رئيس المجلس الشعبي الولائي وأحد نواب المجلس الشعبي الوطني، وهي تحركات يثمنها الجميع ويرفع من مستوى قدرتها على فسح المجال لعودة جميع الأطراف للاحتكام للعقل وضرورة الاتفاق الغير مشروط على ترسيخ مقومات استقرار المنطقة ومواكبة الحل الأمني الذي يراه البعض ليس كافيا بالقدر الممكن لطي صفحة هذه الفتنة، كما صرح عدد من عقلاء المنطقة من الطائفتين بأن الكل هنا يجمع على أن هناك خصم خفي يحرك الأوضاع على الأرض كل ما سمحت له الفرصة بدلك، وهنا خصم وهمي لا يستقر في مكان تم خلقه بين شباب الطائفتين، وقالوا بصراحة أن إرهاب الناس باسم الانتماء وتشريد الأبرياء من منازلهم بحجة نتيجة مباراة كرة قدم، مزاج ثقيل ولعب بالنار سواء اعتمد عليه طرف دون أخر، ومن المصلحة أن يتم مراجعة مثل هده المواقف لان المغامرة باستقرار المنطقة واللعب بأرواح الناس هي مغامرة غير محسوبة العواقب.