دحو ولد قابلية نبذ العنف، الحوار البناء، عدم المتاجرة بالثوابت، ثقافة السلم، وإصلاح ذات البين وقع وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية أمس بغرداية رفقة ممثلين عن 16 عرشا من منطقة بريان وبحضور مكثف لأعيان ووجهاء المذهبين الإباضي والمالكي على وثيقة الميثاق النهائي، وتأتي هذه الخطوة النهائية تبعا لورقة الطريق الممضاة من زهاء سنة بنفس المدينة بعد التزام ودعم الأطراف المعنية من مالكية وإباظية للبنود العشرة التي تضمنتها خريطة الطريق المذكورة، ولم يكن الاتفاق مكتوبا فحسب بل كان مشهودا من طرف شخصيات وطنية وتاريخية ودينية حضرت فعاليات التوقيع التاريخي بوصفها شخصيات "ضامنة". * أخيرا توصّل أعيان ومشايخ منطقة بريان من المذهبين المالكي والإباضي أمس الثلاثاء إلى إتمام آخر مراحل وثيقة صلح عقب التوقيع الجماعي الذي شمل هذه المرة عشر توقيعات رسمية على الميثاق ذاته، وبذلك إتمام بنود ورقة طريق بريان التي تبناها طرفي النزاع في شهر مارس من سنة 2009 بحضور المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية إلى المنطقة السيد وزير الداخلية والجماعات المحلية الذي أثنى في مستهل كلمته بالدور المحوري والكبير الذي لعبه سكان بريان وأعيان المنطقة من الطرفين في العمل سويا من أجل إرساء قواعد التعايش السلمي وتذليل كل العوائق والصعاب ومحو ترسبات النزاع ببريان بالتأكيد من خلال جنوح الإخوة من إباظية ومالكية إلى السلم والقبول بكل بنود الاتفاق والمرور من خلال ذلك إلى التوقيع النهائي على ميثاق الصلح الذي تشهده غرداية في هذا الموعد التاريخي المعبر حسب الوزير على النية الصادقة التي تمسك بها الجميع بغية نبذ العنف، سيما مراحل ما بعد الاتفاق والوقوف في وجه المحاولات الرامية إلى تجدد الخلاف بين الفئات المتساكنة بالمنطقة والحيلولة دون استغلال مشاعر شباب المدينة في ضرب الاستقرار المنشود، من جانبه شدّد الدكتور داود بورقعة ممثل الطرف الإباظي على ضرورة تتويج عملية توقيع ميثاق الصلح بمصالحة تاريخية وجادة بين سكان مدينة بريان من خلال متابعة وتنفيذ ما بقى من اتفاق السلم الذي تم التوصل إليه بفضل جهود الخيريين من أبناء هذا الوطن بإشراف دائم للسلطات العليا بالبلاد على رأسها السيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وهو ما ذهب إليه قوادر البشير ممثل الجناح المالكي. * وفي ذات السياق أعرب وزير الداخلية رفقة كبار المذهبين الإباظي والمالكي عن ارتياحهم الكبير للحدث التاريخي رغم ثقل المسؤولية وما ستؤول إليه ظروف المنطقة بعد التوقيع على ميثاق المصالحة، وقد ذكر ولد قابلية عقلاء المذهبين بوجوب السهر على حماية أبنائهم من الانزلاق وراء التعصب والتنطع، كما تطرق إلى استعداد الدولة إلى متابعة قضية بريان بالتنسيق الميداني مع جميع الأطرف بالمنطقة، وتسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية سواء المستوى الجمعوي أو الهيئات الإدارية لتجسيد ما جاء في الميثاق الجديد والعمل على فتح باب الحوار الدائم بين الفئتين وإنشاء هيئات تربوية مشتركة لمتابعة وتهيئة الوسط الملائم لتمدرس أبناء الجهة في ظروف عادية وتحسين الوضع الأمني بعموم إقليمالمدينة وإعادة انتشار قوات الأمن وفق خطة يتم من خلالها توجيه المناوشات العادية والعابرة عبر مساراتها وفصلها عن كل أشكال العنف بتوطيد مبدأ السلم بين سكان مدينة بريان لإخراج بريان نهائيا من أزمتها الأمنية التي أدخلت المنطقة في سلسلة من الأحداث خلفت ضحايا من الجانبين، ويمكن القول أن المصالحة التي تجسدت بين طرفي النزاع بمساهمة الشخصيات التاريخية ورجال الظل أعادت التعايش بين الإخوة.