كشف رئيس الاستخبارات الفرنسية الداخلية السابق برنار سكاوارسيني، في كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "الاستخبارات الفرنسية: الرهانات الجديدة" أن الأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية كان يدعم الجماعات "الجهادية" في الجزائر. وأوضح سكاوارسيني في كتابه "نحن نعلم منذ 20 عاماً أن مصارف سعودية ومصرية وكويتية مولت الجماعات الإسلامية في مصر والجزائر، وكانت حقائب الأوراق النقدية تمر عبر جنيف ولوغانو وميلان عبر منظمات غير حكومية إنسانية وشركات تجارية وهمية، لكننا نشهد اليوم إعادة تشكيل شبكات التمويل بشكل أكثر تعقيد وكمال، البعض منها يأتي من السعودية، والبعض الآخر من قطر الأكثر حماساً، وقد تحولت قطر إلى معلمة كبيرة في أساليب الهندسة المالية العالمية التي تمر عبر صناديق مالية أو استثمارات، لكنها تصب كلها في النهاية في خدمة شبكات من الجمعيات التي تتصل بجماعات مسلحة". ورفع كتاب "الاستخبارات الفرنسية: الرهانات الجديدة" الصادر قبل أيام، الستار عن العديد من الحقائق حول الجماعات الإرهابية وعلاقتها ببعض أمراء الخليج، واتهم الأمير بندر بن سلطان. (رئيس الاستخبارات السعودية) الذي يقود سياسته الإقليمية منفرداً ومستقلاً عن أشقائه وأبناء عمومته، بتمويل الجهاديين في العديد من دول العالم ومنها الجزائر. ويروي سكاوارسيني "حرب الجميع ضد الجميع"، في أجهزة الاستخبارات الغربية من اجل الأسواق والصفقات الكبيرة، وذكر دور السعودية وقطر، حيث يحضر بندر بن سلطان في دعم الجماعات "الجهادية"، في قوس الأزمات الممتد من أفغانستان فالمتوسط السوري اللبناني، فمصر، فشمال افريقيا: "فقطر الشريك التجاري والسياسي الكبير لفرنسا، متهمة بتمويل إذا لم نقل بتسليح الجماعات الإسلامية المقاتلة في افريقيا، ضد الجيش الفرنسي"، وتستخدم قطر الجمعيات غير الحكومية، لإخفاء وتمرير الدعم اللوجستي وتجنيد وتدريب الجماعات "الجهادية". وذكر رئيس الاستخبارات الفرنسية السابق "أن الجنوب الليبي، قرب مدينة سبها، أصبح عمقاً إستراتيجياً للجماعات الجهادية، يحتضن معسكرات تدريب يشرف عليها باكستانيون ومصريون ويمنيون، وقد تحولت إلى حصن لجماعات لا تقاتل في افريقيا وحدها، وإنما في سوريا والعراق". وعاد رئيس الاستخبارات الفرنسية إلى زيارة الرئيس فرانسوا هولاند إلى الجزائر في ديسمبر 2012، وكشف عن المأزق الذي وقع فيه الرئيس الفرنسي خلال لقائه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث تحدث هولاند مطولا عن ضرورة التعاون لاحتواء اندفاع الجهاديين في مالي، وتهديدها منطقة الساحل الإفريقي. فرد عليه بوتفليقة: نحن متفقون على مكافحة الجهاديين في الساحل، لكن لماذا تحرصون على مساعدتهم وحتى تسليحهم في سوريا..؟.