إتفقت الجزائر وإيطاليا، على تعزيز تعاونها في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، عن طريق بروتوكول عملي، وإتفق البلدان، على إرساء شراكة إستراتيجية في قطاع الدفاع، يخص التكوين والمساعدة التقنية وترقية صناعة الدفاع وكذا التزويد بالعتاد والتجهيزات. زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى إيطاليا، التي زارها بعد إنتخابه في 1999، في أول جولة له خارج البلاد، جاءت في إطار تعزيز التقارب وعلاقات الود والصداقة، بين الجزائروروما، علما أن الجزائر هي الدولة الوحيدة من جنوب البحر المتوسط التي وقعت مع ايطاليا معاهدة صداقة، كما أنها البلد الأوروبي الوحيد الذي وقف مع الجزائر(سياسيا وتجاريا) خلال عشرية الإرهاب، في وقت اختارت بلدان أخرى، من بينها فرنسا، محاصرة الجزائر والتحريض على مقاطعتها والفرار منها، وحاليا فإن إيطاليا تتبنى عكس دول أخرى، "معالجة إنسانية" لملف المهاجرين الجزائريين السرّيين. وحسب التصريح المشترك الذي وقعه الرئيسين الجزائري ورئيس الوزراء الإيطالي، مساء الأربعاء الماضي، فإنه تطبيقا لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون الموقعة يوم 27 جانفي 2003، ترأس بوتفليقة ورومانو برودي، بألغيرو(سردينيا)، "أول قمة إيطالية جزائرية بمشاركة عدد من وزراء حكومتي البلدين". ويرى مراقبون ان العلاقة بين الجزائر و روما ستاخد معرجا هاما في الستنوات المقبلى على حساب دول اروبية اخرى بالنظر الى طبيعة العلاقات الإقتصادية والتجارية بينهما. والتزم البلدان بتحقيق شراكة ثنائية، بإتخاذ كل الإجراءات الضرورية لترقية هذه الشراكة، بما فيها تسهيل تأشيرة دخول طويلة المدى للمقاولين والتقنيين، ودعا الطرفان، المؤسسات إلى توسيع قواعد التعاون الثنائي وفتح مجال تدخلها إلى مجالات أخرى خارج قطاع الطاقة، مثل السياحة والصيد البحري والفلاحة وبناء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وسجلت الجزائر وإيطاليا، بإرتياح التقدم المحقق في نشاطات اللجنة التقنية الثنائية للمنشآت القاعدية، المجتمعة بروما على هامش القمة، قصد تعزيز التعاون الثنائي وترقية مشاريع متعلقة بمشآت الطرقات والموانئ والمطارات ووضع برامج تكوين وتبادل المعلومة العلمية، سيما حول موضوع حماية المنشآت الكبرى ضد أخطار الزلازل، وكذا إمكانية تعاون في مجال إستغلال المحاور الكبرى للطرق السريعة. كما ان الحضور الايطالي فغي مجال الطاقة سيعرف تطورا خاصة فيما يتعلق بالتنقيب و الإستكشاف وتوزيع الغاز والنفط، إلى جانب توليد الطاقة الكهربائية والطاقات المتجددة. كما أكدت الجزائروروما، أهمية التعاون المشترك، لا سيما مبادرة 5+5 في المنطقة الغربية للمتوسط والحوار المتوسطي لمنظمة حلف الشمال الأطلسي، كما جددت الدولتان، تمسكهما بمسار برشلونة، وبشأن قضية الصحراء الغربية، أكد الطرفان تمسكهما بحل عادل ونهائي في إطار الشرعية الدولية وإحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقا للائحتين 1754 و 1783 لمجلس أمن الأممالمتحدة، وهو موقف يدعم مبدأ الجزائر من القضية، التي تميل فيها فرنسا إلى التوجه المغربي. جمال لعلامي