ألقت أزمة "الشرعية" في مصر بظلالها على علماء الأمة الإسلامية ودعاتها، فتحول النقاش حول الوضع القائم منذ فترة من اختلاف في وجهات النظر إلى معارك على فايسبوك وتويتر ويوتوب وأحيانا على الفضائيات. يتفاعل العلماء بين مدافع عن الشرعية والإخوان المسلمين وبين متعاطف مع الجيش المصري وقرارات "السيسي" فيخرج النقاش عن إطاره في أغلب الأوقات ويكون نسخة "منقحة" لصراعات الإعلاميين والسياسيين اليومية على مختلف القنوات المصرية. كانت نهاية الأسبوع المنصرم ساخنة بين الداعية المصري، وجدي غنيم، والداعية والقارئ الكويتي، مشاري العفاسي، على خلفية تصريحات الأخير حول الوضع في مصر، فدعا غنيم العفاسي إلى "السكوت" واتهمه بجهل أصول الشريعة، منددا بالانتقادات التي وجهها للإخوان، بينما ردّ الأخير باتهام غنيم بالتكفير، متسائلا عن سبب عدم "موته في سبيل الله". وشنّ وجدي غنيم هجوما قاسيا على الداعية الكويتي بعد أن عقب العفاسي"رد وجدي غنيم تضمن تكفير معارضي مرسي وحصرهم بالنصارى والعلمانيين والتسفيه والتحقير، وهو أكثر من يحض على الجهاد، ولم يمت في سبيل الله إلى الآن"، قائلا:"أنا رديت على بيانه بالأدب والآيات والأحاديث، وفوجئت برده على تويتر يقول فيه "أنا أقول له دي طبعًا مش أفكار شيخ، ولا أدب شيخ، أنه يكلم واحد في سن أبوه، وله تاريخ في الدعوة، ويقول رد وجدي غنيم من غير شيخ ويذكرني بالاسم فهو مش متأدب..أنت في سن عيالي وكلمتك وقلتلك شيخ، فتعلم الأدب الأول في الكلام، وبعدين نتكلم في أدب الخلاف، فمن ينادي أبيه باسمه قليل الأدب". وفي نفس السياق رجحت مصادر إعلامية أن تكون الخلفية الحقيقة وراء اعتذار الشيخ يوسف القرضاوي عن خطبة الجمعة بمسجد عمر بن الخطاب في الدوحة في آخر لحظة هي خطبة الجمعة الماضية التي كال فيها الاتهامات للجيش المصري، حيث اعتذر على حسابه في موقع تويتر "يعتذر فضيلة الشيخ القرضاوي عن خطبة الجمعة غداً، ويواصل بمشيئة الله في الأسابيع القادمة". ونقلت بعض المواقع عن مصادر وصفتها "برفيعة المستوى" أن الشيخ القرضاوي منع من خطبة الجمعة في إطار الصراع القائم بين رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم والأمير تميم حول السياسة الخارجية لإمارة قطر. وأكدت أن تميم أصدر تعليمات بمنع الشيخ يوسف القرضاوي من إلقاء خطبة الجمعة، بسبب مهاجمته للنظام المصري والسوري تنفيذًا لتعليمات من رئيس الوزراء السابق، وهو ما دفع -حسب فيتو- رئيس المخابرات القطرية لتقديم نصيحة للأمير، للتدخل لتحجيم رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين عن مهاجمة الدول العربية وخاصة مصر، بهدف لملمة الخلافات الإقليمية. وكان الشيخ القرضاوي قد ندد الجمعة الماضية بقرار تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، مؤكدا أن عسكر الانقلاب هم القتلة والإرهابيون، وأن الله المولى المنتقم يسجل عليهم إجرامهم وظلمهم بحق الناس، وانتقامه قادم.