تمكنت منطقة "ماكاو" الصينية من ترسيخ مكانتها في عالم القمار بلا منازع، متفوقة بذلك على مدينتي "لاس فيغاس" و"أتلانتيك سيتي" الأمريكيتين. وتبلغ عائدات القمار في منطقة "ماكاو" الصينية حوالي 45 مليار دولار لعام 2013، أي بزيادة قدرها 20 في المائة تقريباً مقارنة بالعام 2012. وقد تعتبر "لاس فيغاس" محظوظة إذا تمكنت من جمع 6.5 مليار دولار، أي 15 في المائة من مجموع عائدات القمار في "ماكاو". ومن المرجح أن تكون عائدات "أتلانتيك سيتي" أقل من ذلك. أما "ماكاو" فاكتسبت زخماً لسنوات، يغذيها تخفيف أنظمة اللوائح والجمهور الصيني الذي يعتبر حريصاً على ممارسة المقامرة. كذلك، ساهم رفع القيود المفروضة على الشركات الأجنبية في العام 2002، إلى افتتاح كازينوهات جديدة. وتمثل "ماكاو" الموقع الوحيد في الصين حيث يعتبر لعب القمار قانونياً، ما يؤدي إلى تدفق ملايين السياح إليها سنوياً. وقد جذب النمو السريع أكبر اللاعبين في السوق، فضلاً عن أمكنة لعب القمار ومن بينها "لاس فيغاس ساندز" ومنتجعات "وين". وترددت أصداء الازدهار عبر دلتا نهر اللؤلؤ في الصين. وبما أن مدينة "هونغ كونغ" الصينية، تعتبر موطناً لبعض المقامرين أيضاً، فإن الحكومة الصينية تسعى جاهدة لبناء جسر إلى "ماكاو" سيمر عبر ممرات الشحن الأكثر ازدحاماً في العالم. ويعتمد المقامرون في "هونغ كونغ" حالياً على أسطول العبارات للوصول إلى "ماكاو". ورغم من ازدهار سوق القمار، إلا أن الطفرة في "ماكاو" لم تكن دون كلفة، إذ تقفز الإيرادات الضريبية إلى درجات عالية، فيما المقيمين في "ماكاو" وغالبيتهم يعملون في الأعمال التجارية المرتبطة بالقمار، يتلقون تعويضات من الحكومة. ونتيجة لذلك، تعتبر "ماكاو" عرضة للتغييرات السياسية، ما قد يؤثر عليها بطريقة سلبية إذا قررت الصين تكرار حملة العام 2008 المرتبطة بالقيود على عدد الزوار. وجذبت ماكاو أيضاً عناصر أخرى غالباً ما ترتبط بسوق القمار، بما في ذلك تبييض الأموال لمواجهة القيود المفروضة على نقل الأموال إلى خارج الصين.