بوشاشي وسيليني يتنافسان على منصب نقيب العاصمة تستعد نقابة المحامين بالعاصمة، أقوى النقابات الحقوقية وأكثرها صنعا للحدث، لعقد جمعية عامة لأعضائها يوم غد الأربعاء لإعطاء إشارة الانطلاق الرسمية لمعركة تجديد هياكلها، والفوز بمنصب النقيب ومجلس النقابة الذي يضم 31 عضوا، وقبل ذلك بدأت أهم القوائم المتنافسة تتسرب بعد ان تشكلت في الخفاء، يشتد الصراع فيها بين ثلاثة قوائم يقود إحداها النقيب الحالي عبد المجيد سليني، و الثانية المحامي المخضرم مصطفى بوشاشي، وتحاول الثالثة بقيادة لخلف الشريف إيجاد مكان لها. وقالت مصادر متطابقة من داخل نقابة محامي العاصمة أن الجمعية العامة المقررة ليوم غد الأربعاء "ستكون شكلية لتفسح المجال للقاء آخر بعد 15 يوم" حيث جرت العادة أن تفشل الجمعية العامة الأولى دائما في جمع النصاب القانوني المطلوب، وهو ثلثي المحامين الذين يزالون مهامهم في العاصمة. و كانت انتخابات تجديد هياكل نقابة المحامين تثير دائما صراعا وتنافسا شديدين ما بين القوائم المترشحة، ويرجع ذلك الى ثلاثة أسباب رئيسية، حيث أن النقابة، وهو مجرد مصطلح إعلامي يعرف به مجلس محامي العاصمة، تعتبر شريكا مقننا في تسيير المهنة وشؤون أصحابها ويمنحها القانون سلطات أدبية ووسائل مادية ومالية هامة لانجاز اهدافها، و نجت حتى الآن من الميوعة والابتذال الذي يميز أغلب صور ومكونات المشهد النقابي والجمعوي الجزائري في ظل الاحتكار والانغلاق المكرس، كما أنها نجحت أيضا في تخطي مشكلة الاصطباغ بلون سياسي أو حزبي غالب، سواء في فترة الأحادية كما في فورة التعددية عندما هيمن حزب جبهة التحرير واليسار البربري وخلفهما الإسلاميون على أهم زوايا المجتمع المدني. ويحضر النقيب الحالي عبد المجيد سيليني لحشد الدعم اللازم لخلافة نفسه مستثمرا عهدة "ترك فيها بصمات إيجابية في اعين الكثيرين" تقول العديد من المصادر، وقاد سيليني حركة إضراب صاخبة قبل أشهر شل فيها أصحاب الجبة السوداء محاكم الوطن، احتجاجا على ما وصفوه "حقوق الدفاع المهمشة والمهضومة" كما ألح على وزارة العدل مناقشة القانون الأساسي للمحاماة والإفراج عن المشروع المقترح، وإيقاف المتابعة الجزائية لعدد من المحامين، وهي كلها نقاط وأحداث سيجعل منها سليني زبدة التقرير الأدبي للدفاع عن عهدته أمام الجمعية العامة الانتخابية . وكان سيليني قد افتك بصعوبة منصب النقيب العام 2004 في معركة شرسة و تطلب الأمر إجراء دورين لتفوز قائمته فيما بعد بثلثي أعضاء مجلس العاصمة، تم الانتهاء من فرزها على الساعة الخامسة صباحا. غير أن الأمر لا يبدو سهلا هذه المرة، بعد أن قرر أحد أكبر المحامين المخضرمين شهرة واحتراما الترشح لمنصب النقيب، وباشر المحامي مصطفى بوشاشي فعلا تشكيل قائمته لخوض الانتخابات، وتسرب منها حتى الآن نور الدين بن يسعد، رفيقه في الجناح الموالي لعلي يحيى عبد النور داخل الرابطة الجزائرية لحقوق الانسان، ويجد بوشاشي في المحامين المنضوين في شبكات الدفاع عن حقوق الانسان سندا أساسيا له. كما يحاول المحامي لخلف الشريف إيجاد موطئ قدم له في هذه المعركة وشكل قائمة لذلك تقول مصادر أخرى. النقطة الأخرى التي تزيد من تسخين حرارة الانتخابات في تجديد نقابة محامي العاصمة هو الامكانات المالية الهامة التي تحوزها، وكانت النقابة قد استثمرت في العهدة السابقة 3 ملايير سنتيم لشراء عقارات لاستغلالها كما "حصلت ما لا يقل عن 7 ملايير سنتيم أخرى دفعة واحدة قبل أسابيع" عندما حددت اخيرا بعد تجميد دام ثلاث سنوات تاريخا لأداء القسم لصالح 1400 محامي متربص وألزمت كل واحد منهم بدفع 5 ملايين سنتيم كحقوق التسجيل، خطوة ضخمت حساباتها واعتبرها البعض تكريس طابع "البورجوازية المهنية المقننة " في مهنة المحاماة وتحولها إلى "مهنة عائلية مغلقة بامتياز". عبد النور بوخمخم