رفض لطفي بومغار رأس خلية الإعلام في الحملة الانتخابية للمرشّح لبن فليس في حوار له مع الشروق أون لاين ما سمّاها بالقراءت المغرضة لبرنامج المترشّح ومنها ما نفاه من الزعم بأنّ بن فليس تحدّث عن عقلية غير انتقامية في كلمته ، كما أجاب بتحفّظ وحذر عن خيارات المترشّح في حال ثبت التزوير أو لم تظهر بوادر حقيقة لانتخابات ديمقراطية وشفافة ، مؤكّدا أنّ حديث المرشّح عن معالجة الأزمة لا يراد منه خطاب ود طرف بعينه وإنّما هو خطاب أساسي لجذب كل الجزائري من أجل النهوض بالبلاد كما نفى وجود عبارة " عفو شامل " في خطابه. بعد 10 سنوات من الصيام "عن الكلام" ما الجديد الذي جاء به المرشّح بن فليس للجزائريين ؟ جاء ببرنامج جديد وثري وحلول غير مسبوقة من أجل النهوض بالجزائر، وهذا هو برنامج بن فليس . حلول من قبيل تلك التي طرحها المرّة السابقة والتي أعطى فيها وعود بإنجاز 100 هدف ؟ بن فليس لا يمكن أن يقصي أحد وبرنامجه لكل الجزائريين طبعا ما زالت تلك الوعود قائمة، ولكن الآن مرّت عليها 10 سنوات ولا يمكن الجمود عليها فهناك مشاكل جديدة و تعقيدات أكثر ، لهذا فالمرشّح جاء ببرنامج جديد وحلول جديدة تلقيت بالتحدّيات الموجودة ، فمن المستحيل أن نقف فقط عند برنامج طرح سنة 2004. البعض يتخوّف من أن يكون المرشّح لم يتخلّص بعد من آثار "هزيمة" 2004 ما قد يعود بالسلب على أولئك الذين خرجوا عنه ؟ المترشّح بن فليس له مشروع ويبحث عنه مستقبل الجزائريين جميعا، برؤية جديدة من أجل الخروج بالجزائر من الوضع الذي تعيشه ، فضلا عن ذلك فهو مرشّح لم شمل ولا يرى إلى الماضي أبدا . كيف ينظر إلى أولئك الذين كانوا معه وهم الآن في المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني بقيادة سعيداني خاصّة وقد تحدّث في خطابه بأنّه " ليس لديه عقلية انتقامية " ما أثار مخاوفا عند البعض ؟ الكلام كان موجها لعموم الشعب الجزائري بأنّ هذه هي خيارات المرشّح ، و هذه قراءات "مغرضة" لا تلزم إلا أصحابها ، وهو تكلّم عن برنامج لكل الجزائريين ، ثمّ إنّ الحديث عن عودته ب"عقلية غير انتقامية" لم يرد أصلا في خطابه بهذه الطريقة ، بل تحدّث عن خياراته الأساسية للإصلاح الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي و الكيفية التي نجد بها حلول المشاكل المطروحة . أتنفي حديثه عن نبذ العقلية الانتقامية وأنّه ليس لديه مثل هذه العقلية وذلك أثناء كلمته في الهيلتون ؟ أنا أتحدّى أن يكون المرشّح تكلّم بهذا في خطابه !! في حال وصوله إلى سدّة الحكم كيف سيتعامل مع من أنشق عليه ؟ الأستاذ بن فليس يحتاج لكل الجزائريين، والتحدّيات كبيرة و نحن في أمسّ الحاجة إلى جمع الشمل واصطفاف كل الطاقات للنهوض بالبلاد وتحقيق ما يطمح إليه الشعب الجزائري ، فلا يمكن أن يكون هناك إقصاء لأحد و الأستاذ يعرف جيدا التحدّيات التي تواجه الجزائريين. استغلّ المرشّح إعلان ترشّحه لينتقد الرئيس بوتفليقة، ما الذي دفعه إلى ذلك ولماذا لم يقتصر على إبراز برنامجه للجزائريين ؟ الكلمة عبارة عن طرح مشروع للجزائريين و الخيارات التي طرحت شارك في التأسيس لها مجموعة من الكفاءات و الرجال المختصين ، ولم يأت نقد عهدة الرئيس بوتفليقة استقلالا ولكن جاء لتحديد المشاكل التي تعانيها البلاد فلا يمكن لأحد أن يقول مثلا أنّ قطاع الصحّة في حالة جيدة ومثل هذه النظرة هي محل توافق بين جميع الجزائريين ، فالمترشّح انتقد واقعا موجودا وهو محل انتقاد الجميع ، ففرق بين معاينة موضوعية وإبراز للسلبيات و النقائص لطرح الحلول من نقد مجرّد أو انطلاق من الإيجابيات وهذا ما لا يصح . ألا يتحرّج المرشّح من أن يكون إعلانه ذلك لترشّحه من فنذق الهيلتون "مقبرة سياسية" له بعد نكسة 2004 أين أخذ 6 بالمائة بعد مراجعة الطعون؟ المرشّح لم يتحدّث عن مشروع عفو شامل بل على العكس من ذلك فالأستاذ بن فليس كلّه تفاؤل بالدّعم الذي يجده من عموم الشعب الجزائري وهذا هو الأهم عنده ، وبرنامجه الذي طرحه اجتمع عليه الجزائريين، وهو مقتنع بشخصيته وبرنامجه و الكفاءات التي معه كعامل حاسم في الخيار الشعبي. من أين التفاؤل والإدارة والقضاء هم من يشرفون على الانتخابات و معلوم منا يرى ملاحظون أنّهم بيد النّظام ما قد يجعل بن فليس كغيره "أرنب سباق" أليس الأحق هو أن يسجّل تخوّفه من نوايا النّظام؟ من أراد التخوّف " ربّي ايسهّل عليه " والرجل كلّه عزم من أجل خوض الرئاسيات وإذا ظهرت لاحقا أي معطيات جديدة لكلّ مقام مقال. ما الذي سيضمن للمرشّح نزاهة وشفافية الانتخابات وأنّها غير مرسومة النتائج؟ الضمان الشعبي هو الضمان الحقيقي ، ونحن نرفض تقزيم إرادته، فالشعب هو من يقرر بذاته زمام أموره ، وهو يعرف أنّ الشعب سيكون معه في برنامجه. لا أحد تحدّث عن "تقزيم" إرادة الشعب ، بل الحديث عن الحفاظ عن "أصواته" مثلا يتحديد القضاء و الإدارة عن توجيهها وفقا لخيارات السلطة؟ فكيف ستتعاملون مع هذا الواقع ؟ المحطّات اللاحقة هي من ستحدد موقفنا، فحينها ستكون لنا خياراتنا إذا ما برز معطى جديد في الساحة. فنحن الىن فقط في محطّة أولى. أيعني هذا بأنّ المرشّح قد يقاطع الانتخابات مثلا في حال ثبت التزوير؟ لا تقوّلني ما لم أقل، فقد بيّنت أنّ لكل مرحة معطيات جديدة تحدد مواقفنا وخياراتنا. فنحن الآن مركّزين على المشروع الذي طرحه الأستاذ بن فليس وكيف نوصله لفئات كبيرة من الشعب الجزائري ونحشد له ، وكيف خيارات الأستاذ التي طرحها على الجزائريين لانتخابه لرئاسة البلاد. فهناك مراحل قادمة و الآن نحن في مرحلة الحشد و الدعم و البحث عن الآليات المناسبة ، وإذا كانت هناك اعتبارات أخرى فسيكون للمترشّح موقفه حينها. بخصوص كلمته جاء فيها بأنّه سيطرح مشروع "عفو شامل" للاستفتاء الشعبي ، ما الذي أراده المرشّح بذلك؟ معالجة آثار أزمة التسعينات من أساسيات برنامج بن فليس ليس هناك نهائيا كلمة "عفو شامل" في برنامجه وإنّما الحديث عن تثمين برنامج المصالحة الوطنية ولم ترد هذه العباراة نهائيا في كلمته، فحديثه عن تشاور بين الفاعليين في الساحة السياسية من أجل إيجاد الحلول التي نصل بها إلى حل توافقي لعرض على الشعب بعد ذلك ، فلابد من أن نعالج كل جوانب الأزمة بعد الاجتماع مع كلّ الفاعليين السياسيين . بما أنّك تنفي ورود كلمة "عفو شامل" في خطابه، الحديث عن "معالجة كل جوانب الأزمة" المتعلّقة بالمأساة الوطنية يراه البعض محاول ل"خطب ود" القاعدة الشعبية للإسلاميين و خاّصة الفيس التي لم تجد من يلبّي رغباتها ولا تثق في الأحزاب الإسلامية الموجودة؟ هذا من روح المسؤولية أن يتحدّث عن هذا الملف ، فلا يعقل أن يطرح أي مشروع للشعب الجزائري دون المرور عن هذا المشكل الذي يعتبر في حقيقته مسالة جوهرية وأساسية من أجل بناء دولة قويّة، فلابد من حل توافقي يخرج البلاد من هذا الوضع. هل خاطب بهذا الكلام القاعدة الشعبية للفيس؟ بل خاطب كل الجزائريين ، وكل النّقاط التي طرحت خاطب بها عموم الشعب ولم يقتصر على فئة دون أخرى بل هي للجميع. ألا يحاول جذبهم إلى صفّه؟ المحاولة هي لجذب الشعب الجزائري بكل فئاته. في حال ثبت "التزوير" هل ستنزلون إلى الشارع؟ نحن في بداية المرحلة للترشّح وكلّنا تفاؤل وعزم حتى نمرّ إلى انتخابات حقيقية تكرّس سيادة الشعب ، ونحن مقتنعين بجعل هذه المحطّة مشهودة في البناء الديمقراطي.