إستبعد المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة فكرة العفو الشامل، معتبرا إثارتها أمر سابق لآوانه في الظرف الراهن، وقال في السياق ذاته، ان امكانية تجسيدها مرتبطة باستسلام كل المسلحين، فيما أكد بأنه سيعكف على تعميق المصالحة الوطنية في حال تجديد الثقة فيه في رئاسيات التاسع أفريل الداخل. أوضح المترشح بوتفليقة موقفه من المسألة المتعلقة بالعفو الشامل لدى إثارته من قبل مواطن، حضر اللقاء الجواري، الذي جمعه أمس باعيان عاصمة الاهڤار تمنراست، حيث أكد بأنه ماضٍ في تعميق المصالحة الوطنية، لكن العفو الشامل بالمقابل غير مطروح في الظرف الراهن ويأتي لاحقا. وذهب بوتفليقة، الذي تنقل أمس في اطار حملته الانتخابية الى ولايات اليزي وتمنراست والاغواط أين حظي باستقبالات شعبية حاشدة تعبيرا من سكان الجنوب عن تأييدهم للمترشح، في توضيحاته الى أبعد ممن ذلك بقوله »لا نتصدى للآفة بالجيش الشعبي الوطني، ولكن بالسلاح السياسي وبالقلب المفتوح، آمن من يأتي بسماحة الجزائر وليس آمن من يمس بكرامتها، سنستمر في سياسة المصالحة الوطنية ونعمقها«. وردا على انشغال طرحه أحد الحضور بدار الثقافة لولاية تمنراست يتعلق بالعفو الشامل قال »لا للعفو الشامل ليس الآن، ولن يأتي الا بعد ان يضع كل من ضل الطريق اسلحتهم، حينذاك ربما تهدأ القلوب وقد نتحدث عن عفو شامل، انها ليست كلمة هينة تلتقطها الآذان في السوق ويتم تداولها« وفي سياق شرحه لموقفه، قال المترشح للرئاسيات »كما العنف يقود الى الفتنة، فان العفو الشامل غير المدروس يؤدي كذلك الى حرب أهلية« وشدد على ضرورة عدم الخطأ في التوقيت والخلط في الاولويات مضيفا »أنها مسألة توقيت فقط لكن من يضمن لي أنني أعبر بذلك عن المرأة الثكلى وعن الذين فقدوا ذويهم وثرواتهم ، العفو ليس كلام بسيط ، انه كلام ثقيل، نتمنى أن يكون العفو لكن ليس الآن«. وأفاد المترشح الذي لم يفوت الفرصة للافصاح عن افكاره في هذا الشق ورفع اي لبس او غموض بانه يتمنى العفو لكن بمشاركة كل الجزائريين لان »الحوار لا يعني العنف وان العنف ليس هو الحوار.. من يعمفنا نعنفه بسلاح أعنف.. فمسؤوليتي حفط كرامة الشعب، لو كانت قضية شخصية لقدمت نفسي كذبح عظيم مقابل السلم والآمان.. مطلوب شعب راضٍ« وفيما يخص المصالحة الوطنية، قال المترشح الذي أكد بأنه حرص على ادراج تمنراست ضمن برنامج حملته الانتخابية مع العلم ان سكانها كانوا السباقين الى دعوته للترشح للاستحقاق الرئاسي، »نحن على ابواب الطريق، لا بد من تعميق سياسة المصالحة والحوار والانفتاح« وعلاوة على هذه النقطة، تطرق بوتفليقة من موقعه، كمترشح الى عدة نقاط تتعلق ببرنامجه الانتخابي، حيث أكد استكمال برنامج التنمية، مذكرا بان هناك ورشات مفتوحة سيتم اتمامها بالجهة الشمالية من خلال ربط المنطقة الشمالية بالهضاب العليا وبالجنوب، ودعا، بالمناسبة، سكان الجنوب الى لعب الدور المنوط بهم. المترشح بوتفليقة، الذي عبر عن الشرف الذي ناله خلال وضعه حجر أساس اول جامعة في تمنراست وحضوره تدشين اول مدرسة ابتدائية فيها، أكد بأنه لم يأت ببرنامج جديد وانما يعتزم استكمال البرنامج الذي شرع فيه، وفي هذا الشأن أشار الى أنه من بين ما تعهد به خدمة السلم والأمان واخماد نار الفتنة، مؤكدا بانه وفق بإذن الله ودعم الشعب، ولان السلم والأمان كانا ضرورة، فقد شكلا أولوية في مختلف برامجه الانتخابية، مضيفا بانه سيكون بالمرصاد للارهاب لضمان وحدة البلاد واعطائها المكانة اللائقة بها بين الامم. وفي معرض دعوته الشعب الجزائري الى الاقبال بقوة على صناديق الاقتراع للتعبير عن صوته ورغبته بكل حرية وفي ظل الشفافية، ذكر بوتفليقة بانه بادر بالوئام المدني وصادق الشعب عليه، وبادر بالمصالحة الوطنية في مرحلة لاحقة، كما انه لقي دعم وتزكية الشعب طيلة العشر اعوام، بما في ذلك الاستحقاقيين الرئاسيين ل 1999 و ,2004 وقال في هذا السياق »كنتم مؤازرين بكل ابناء الشعب من ونساء وشيوخ وشباب، من الشمال الى الجنوب، اعرف أنهم أوفياء لم يكن ضروريا مجيئي، لكنني حرصت على ملاقاتكم، قد لا يسعنا الوقت للتنقل الى عواصم أخرى في ارجاء البلاد، لكن اعتقد انه حتما مقضيا علينا المجيىء الى تمنراست من أراد الذهاب الى الجزائر لا بد ان يمر عبرها. دعوة الى عدم التدخل في شؤون الجيران وفي سياق مغاير، اعتبر المترشح سكان تمنراست سفراء الجزائر بمالي والنيجر على اعتبار أنها بوابة الجزائر، ودعاهم الى اعطاء أحسن صورة عن الجزائر، كما أنه اوصاهم بالجار في اشارة الى الدولتين. ودعا بوتفليقة سكان وأعيان تمنراست بلغة صريحة وواضحة الى عدم التدخل في شؤون الدولتين، في اشارة الى الصراع الدائر على حدود الجزائر، وقال »نحن لا نشارك في ما يجري هناك من شغب على حدودنا« وأكد بوتفليقة ضرورة عدم التدخل في شؤون الدول المحاذية للولاية، مؤكدا ان عدم التدخل يساهم في الحفاظ على الموقع الجيد للجزائر في الساحة الدولية. استقبالان شعبيان حاشدان بايليزي والأغواط لم تمنع حرارة الطقس بايليزي وبرودته بالاغواط سكان الولايتين من الخروج بقوة الى الشوارع الرئيسية للالتقاء بالمترشح بوتفليقة الذي حرص على زيارتهما في اطار الحملة الانتخابية، وبالمناسبة أكدوا دعمهم للمترشح. كما بلغ سكان المنطقتين، المترشح انشغالاتهم والآمال التي يعلقونها عليه خلال المرحلة المقبلة، وأكدوا مساندتهم لفكرة الاستمرارية لاستكمال المشاريع التي كان قد شرع فيها. مبعوثة الشعب الى ايليزي وتمنراست والاغواط: