كشفت الأمطار الطوفانية على مدار اليومين الماضيين عن عيوب المسؤولين المحليين لبلدية زرالدة حيث حولتها لمدينة منكوبة بأتم معنى الكلمة، بعد تشريد ما لايقل عن 700 عائلة كانت موزعة على 6 مواقع ببلدية زرالدة، أغلبهم بات في العراء ليلة أول أمس في ظل غياب السلطات، وهو ما استدعى تدخل بعض ممثلي الأحزاب المرشحة وأنقذت بعض العائلات من خلال منحهم 3 شاحنات من الأفرشة. مكالمات هائلة تهاطلت أمس على مقر"الشروق اليومي" أغلبها من بلدية زرالدة يشكوا سكانها المنكوبين ما أحدثته السيول بأكواخهم القصديرية، وكذا السكنات المشيدة بحافة الأودية التي تضاعف منسوب مياهها وكاد أن يغمر كل الأحياء المتواجدة بالقرب منها. فبحي خلوفي جيلالي على سبيل المثال وصل منسوب المياه لحوالي متر ونصفأ وجرفت سيول المياه أثاثهم للبحر، الأمر الذي أدى الى تشرد 20 عائلة . كما أحدثت الأمطار الطوفانية أضرار مادية بالغة بالنفق المؤدي للمعلمة ، فيما تم غلق الطريق السريع الرابط بين ولايتي تيبازة والعاصمة وانقطعت حركة المرور عن المتجهين لبلديات فوكة، دواودة، بوسماعيل بتيبازة أمام مدينة زرالدة مما دفع المواطنين الذين لم يسعفهم الحظ الالتحاق بذويهم للمبيت في سياراتهم ليلة أول أمس و البعض الآخر استقبلتهم عائلات من زرالدة للمبيت عندهم. وما أثار حفيظة المواطنين الغياب التام للسلطات المحلية طيلة أول أمس ، وهو ما دفع بالعشرات منهم للإعتصام أمام المركز الثقافي لزرالدة للإحتجاج على الأوضاع التي آلت إليها بلديتهم في ظل غياب السلطات المحلية و حتى المنتخبين المحليين ، و هو ما اعتبره السكان المتضررون "تهربا من المسؤولية" رغم أن الصلاحيات ما زالت تخول لهم حق ممارسة نشاطهم في المجلس الشعبي البلدي ، وحسب بعض السكان أيضا فقد أخبرهم الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لزرالدة بأن الأمور خارجة عن نطاقه وطلب منهم التريث إلى حين انتخاب رئيس جديد لبلديتهم. وقد انتظر المواطنون على غاية أمس أين تدخلت الشرطة و أعوان الدرك الوطني و الحماية المدنية الذين تمكنوا من فك الخناق على الطرق المقطوعة باتجاه زرالدة سليمة حمادي