جدد مرة أخرى خبير العلوم الفلكية البروفيسور لوط بوناطيرو تحذيراته للمواطنين بشأن الفيضانات التي ستعرفها الجزائر خلال فصل الشتاء، داعيا السلطات العليا في البلاد إلى اتخاذ تدابير استعجاليه لمواجهة الأمطار الطوفانية المتوقعة في الأيام القليلة القادمة، و التي مردها مواكبة الظاهرة الفلكية المتعلقة بدوران الشمس والإحتباس الحراري و الرطوبة و الحرائق التي عرفتها العديد من الدول في الأشهر الماضية. أرجع الخبير بوناطيرو الأمطار الطوفانية التي عرفتها أغلب مدن الوطن هذا الأسبوع في تصريح ل"لشروق اليومي"إلى اجتماع 4 مؤشرات أساسية كانت وراءها وتتعلق أولها بالظاهرة الفلكية المتعلقة بدوران الشمس خلال كل 11 سنة، حيث مرت الان 5 سنوات ونصف من الدورة الأخيرة للشمس التي كانت في 2003، وهي الفترة التي تكثر فيها الفيضانات مفسرا ذلك بالعدد الهائل من الإلكترونات المنبعثة من الشمس و التي دخلت الغلاف الجوي للأرض عن طريق القطب الشمالي و الجنوبي ويحدث هناك ما يصطلح عليه بكهربة الغلاف الجوي، أين تلتقي السحب بالإلكترونات، وبحكم سيران السحب في الغلاف الجوي تحتك بعضها ببعض وهو ما ينتج عنه ظاهرة البرق ليليها الرعد حينها تسقط الأمطار بغزارة محدثة الفيضانات . أما الظاهرة الفلكية الثانية فتخص الإحتباس -يضيف المتحدث –فبحكم ارتفاع درجة حرارة الأرض فان ذلك يزيد من سرعة هذه العملية و يؤثر بصفة مباشرة على السحب . كما ساهمت نسبة الرطوبة التي عرفتها الجزائر في جوان الماضي الناتجة تبخر المياه بالمحيطات و التي تعدت بحسب بوناطيرو 70 بالمائة في زيادة هاته الفيضانات بفعل تضاعف الشحنة الكهربائية ويبقى العدد الكبير للحرائق التي عرفتها عديد من الدول على غرار الجزائر، العامل الأساسي لإرتفاع نسبة الرطوبة و انتشار ثاني أكسيد الكربون في الجو.ولقد بنى الخبير تفسيراته هاته بناء على المنحنيات التاريخية و الدراسات العلمية . وأكد المتحدث من جهة أخرى أن الأمطار التي شهتها الجزائر مؤخرا كانت قد تنبأ لها في 21 من الشهر الجاري ، ترصد لها من خلال ألقمار الصناعية المختصة بمراقبة الشمس، حيث انبعثت تلك الإلكترونات من الشمس بتاريخ 21/11/2007واستغرقت 6 أيام للوصول إلى الأرض و انهارت تلك السحب في شكل أمطار بداية هذا الأسبوع . ويتوقع البروفيسور بوناطيرو أن تكون 2014 بناء على المعطيات العلمية سنة الفيضانات و الثلوج لمواكبتها مرحلة دوران الشمس، وقد دعا السلطات من خلال "الشروق" الى الإسراع في صيانة مجاري المياه و السدود ، ووضع حد لإنجراف التربة و التكفل بإيواء السكان المقيمين بحافة الوديان لإجتناب كوارث لا تحمد عقباها. سليمة حمادي