بعدما رفضت المعارض الاميركية في مختلف الولايات اقامة معرض صور فوتوغرافية للمصور الحربي الأميركي تيموثي غرينفيلد ساندر تظهر الوجه الحقيقي لآثار الحرب العراقية على الجنود الأميركيين، استقبلت السويد المجموعة الكاملة لساندر بترحيب كبير. وتظهر الصور عشرة شبان وفتيات من جنود الجيش الاميركي اصيبوا بإعاقات أبدية، فمنهم من بترت ساقاه او يداه ومنهم من فقد عينيه في تلك الحرب. ولم تتجرأ أي جهة فنية اميركية على عرض الصور التي قد تكون مرعبة بالنسبة الى المجتمع، اذ ان فظاعة المشاهد لا يمكن إلا أن تؤثر في كل انسان مهما كانت توجهاته السياسية. يقول ساندر: "كل العاملين في الوسط الفني هم ضد الحرب، لذا تعجبت لعدم قبول أي معرض استضافة صوري". وشرح ساندر ان المعارض كافة التي اتصل بها اعطى أعذاراً مختلفة متذرعة بأنه لا يوجد وقت او مكان لاقامة المعرض. والتقط ساندر صوره أثناء تصوير مشاهد لفيلم وثائقي بعنوان "ذكريات من يوم حي - العودة من العراق". ويروي الجرحى المعاقون حجم معاناة الحرب في حوار مع الممثل جايمس غاندولفيني. وتقول المجندة كريستال دايفيس، (23 سنة) وهي تقود سيارتها في مدينة كامدن في جنوب كاليفورنيا انها اتخذت قرار المشاركة في الحرب بعد ان شعرت ان كل شيء في حياتها بات مملاً. وللهروب من واقعها لم يعد أمامها إما الانخراط في الجيش او الزواج من شخص من مدينة أخرى، بحسب ما تقول. واعتمد المصور تقنية فنية مبتكرة من خلال اللعب على الضوء وإظهار إعاقات الجنود بأسلوب دراماتيكي مؤثر، اذ يظهر الجندي مايك جرنيغان الذي فقد عينيه الاثنين في الحرب بعين اصطناعية مرصعة كأنها استحضرت من افلام الخيال. أما الجندي براين اندرسن فيجلس على كرسي ويحدق في عدسة الكاميرا هو الذي فقد ساقيه الاثنتين في الحرب. ونرى الجندية داون هالفاكر تحتضن يدها الاصطناعية برفق بعد ان فصلتها عن كتفها. أما الملازم جون غرنيغن المزين بنياشين حصدها طوال سنوات خدمته فيتجرأ للمرة الأولى على التقاط صورة له من دون سروال كاشفاً عن ساقيه الاصطناعيتين وكأنه بدأ يتعايش مع وضعه الجديد الذي فرضته عليه حرب العراق. ولا يخفي ساندر موقفه المعارض للحرب، ويعتبر ان الهدف الأساس من هذه الصور هو ايصال صورة حقيقية عن واقع الحرب قد لا تصل دائماً من خلال وسائل اعلام بلاده ويشدد على انه "يجب علينا ان ننسحب من العراق". ويبدي مدير معرض فترلينغ السويدي، بيورن فترلينغ اعتزازه لأنه أول من استقبل هذا المعرض في العاصمة استوكهولم ويقول: "بصرف النظر عما إذا كانت الصورة تحكي عن الرؤساء او عن الناس العاديين فهي تظهر آثار الحرب الحقيقية على الانسان. لذا يجب على الجميع اتخاذ موقف واضح عند مشاهدتهم هذه الصور. لا يمكن ان يقف الانسان على الحياد في قضايا الحروب". المصدر: موقع ساحات الغروب www.mddes.com والآن نترككم مع الصور التي تبقى أصدق من أي تعبير عن حقيقة ما يحدث للامريكيين في العراق.. أو بعبارة أخرى النصر المشوه !!!