اعتبرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، السبت ان التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة "هو بداية النتائج السوداء لمؤتمر أنابوليس الذي شكل غطاء لجرائم الاحتلال وعدوانه". وقال أبو عبيدة المتحدث باسم الكتائب في مؤتمر صحافي في خان يونس جنوب القطاع أن هذا العدوان يتم بمساعدة "العملاء على الأرض"، متوعدا الاحتلال ومؤكدا أن جنائز الشهداء لن تضعف كتائب القسام القادرة على تجنيد 100 مجاهد خلفا لكل شهيد، حسب قوله. واستشهد عشرة نشطاء من كتائب عز الدين القسام خلال يومين بقصف إسرائيلي في خان يونس من بينهم أربعة في غارة جوية صباح السبت شرق خاني يونس. كما استشهد خامس مواطن فلسطيني وجرح ثلاثة آخرين أمس برصاص الجيش الإسرائيلي شرق غزة. وفي سياق تشديد الخناق على غزة والذي أعقب مؤتمر "أنابوليس" حول السلام في الشرق الأوسط، وافقت محكمة إسرائيلية الجمعة على تخفيض كميات الوقود والكهرباء التي تضخها وتزودها لقطاع غزة، وذلك وسط تحذيرات من كارثة إنسانية شاملة ستضرب القطاع قريباً. وقد اتهمت حكومة حماس المقالة، حكومة تسيير الأعمال بالضفة الغربية مسؤولية أزمة الوقود في قطاع غزة. وقالت الهيئة العامة للبترول بوزارة المالية في الحكومة المقالة في بيان وزع على الصحفيين: "إن سبب الأزمة يعود لرفض وتقاعس حكومة سليمان فياض عن تسديد المستحقات المالية لشركة دور الإسرائيلية التي تورد الوقود لقطاع غزة في حين تقوم بتسديد المستحقات المالية لشركة باز الإسرائيلية التي تورد الوقود إلى الضفة الغربية"... ومن جانبها، السلطات المصرية منعت قافلة تضامن مع الفلسطينيين من التوجه إلى قطاع غزة. وقال مصدر في الشرطة المصرية لوكالات الأنباء إن نحو 250 من المواطنين والنقابيين المصريين جرت محاصرتهم من قبل عناصر الشرطة في منطقة الميدان قبل 25 كلم من مدينة العريش شمال سيناء. واعتقلت أجهزة الأمن معززة بوحدات مكافحة الشغب وعربات مدرعة عديدا من الأشخاص. وكان المشاركون في القافلة يريدون الوصول إلى حدود غزة للتعبير عن تضامنهم مع سكانها في ظل الحصار المفروض عليهم .. وكان مؤتمر "أنابوليس" الذي عارضته حماس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية، قد أسفر عن اتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس يقضي بالشروع في مفاوضات بين الطرفين وتحديد عام 2008 موعدا لإنهائها، ولكن إسرائيل تحفظت على هذا الموعد وتوقعت الفشل على لسان رئيس وزرائها ايهود أولمرت ساعات فقط بعد انتهاء المؤتمر. وفي دليل آخر على عدم جدية الإدارة الأمريكية واستمرار دعمها المطلق للجانب الإسرائيلي، قررت الولاياتالمتحدة سحب مشروع قرار كانت قد طرحته الخميس الفائت على مجلس الأمن من أجل دعم مؤتمر "أنابوليس". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية شون ماكورماك "لقد درسنا المسألة وفي نهاية المطاف اعتبرت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ان نتائج أنابوليس الايجابية تتكلم عن نفسها"، ملمحا إلى ان قرارا من الأممالمتحدة ليس ضروريا.. وبينما رحب محمود عباس بمشروع القرار ورأى فيه "دليلا على جدية" واشنطن، اعتبرت إسرائيل على لسان مساعد سفيرها في الأممالمتحدة، دانييل كارمون أنها "غير متأكدة من ان مشروع القرار هو الوسيلة الفضلى" لدعم عملية السلام في الشرق الأوسط. وكشف دبلوماسي في الأممالمتحدة لوكالة الأنباء الفرنسية ان إسرائيل لا تريد تدخلا من مجلس الأمن الدولي لأنها ترى ان ما تقرر في مؤتمر أنابوليس هو عملية ثنائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتشير مسودة المشروع التي تم توزيعها على الدول الأعضاء إلى أن "المجلس يقر برنامج العمل الخاص بالمفاوضات وتنفيذ الالتزامات البارزة في هذا الصدد وفقا لما اتفقت عليه القيادتان الفلسطينية والإسرائيلية في مؤتمر أنابوليس". وعلى صعيد آخر، قال عباس السبت بالقاهرة إن مفاوضات فلسطينية إسرائيلية ستبدأ في الثاني عشر من شهر ديسمبر الجاري وستبحث كافة القضايا بما فيها قضايا الوضع النهائي وأهمها القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين. وأوضح بعد لقائه مع الرئيس المصري أن هناك محطتين بعد المؤتمر الأولى في باريس والثانية في موسكو حيث سيكون هناك مؤتمر آخر للمراجعة لمعرفة ماذا تم بالمفاوضات التي ستبدأ خلال الشهر الجاري.. ل //ل