تعرف الجهة الشرقية من ولاية عنابة، وصولا إلى ولاية ڤالمة و الطارف في الأيام الأخيرة، ظاهرة غريبة تستدعي الوقوف عندها و الوصول إلى خباياها، حيث انتشرت ظاهرة اقتناء وشراء أداة المهراس المصنوع من مادة النحاس، والتي كانت تستعملها أمهاتنا ومازلن، في بعض المناطق النائية بمبالغ خيالية وصلت إلى مبلغ المئة وعشرين مليون سنتيم. غير أن المثير للدهشة أنه لا تقبل جميع أنواع المهاريس، بل فقط تلك التي تحمل علامة النجمة من الأسفل والتي أكدتها بعض الجهات أنها تشبه نجمة داوود اليهودية، هذه العملية عرفت رواجا كبيرا في الآونة من خلال اقتنائها من البيوت المختلفة بالسعر المغري الذي استحسنته معظم العائلات، دون محاولة البحث عن خبايا القضية، كما تعرف عملية اقتناء الدينار القديم والذي يحمل شعار الجرار نفس العملية، إذ وصل سعر الدينار إلى الألف دينار جزائري بالعملة الحالية، فباتت مجموعات من الشباب الطامحين للكسب إلى جمع هذه الأنواع من المواد الصالحة، لأن تتصاعد بورصة اقتنائها إلى ما يفوق الخيال، ليبقى السؤال مطروحا من وراء العملية وما سر ذلك؟ . وقد حاولنا معرفة السرّ وراء ذلك، فأخبرتنا مجموعة من الشباب الساعية لاقتناء المهراس وكذلك الدينار الرمزي، إلى أن هناك بارونات الذهب تسعى لاقتناء المهراس الذي يحمل ختم النجمة إلى نوعية النحاس التي يتمتع به، والتي تستعمل مع مادة الذهب في صناعة الحلي، بالإضافة فإن هذه المادة لا تكشفها أي مادة كميائية قد تستعمل لكشف إن كان الذهب مغشوشا أم لا، ليؤكدوا من ناحية ثانية أن عملة الدينار الذي يحمل علامة الجرار الجزائري سهلة للذوبان، ويستعمل في تزوير ورقة الألف دينار، من خلال المادة الفضية الموجودة على الورقة، ويزيد من صعوبة الكشف عن التزوير بآلة الكشف التي تستعملها الدولة لكشف العملة المزوّرة، غير أن السر يبقى في خبايا البارونات التي تستغل سذاجة المواطنين، وكذا فقرهم للوصول إلى مبتغى قد يكون أكبر بكثير من الملايين التي يوفرونها من أجل اقتناء مهراس بمئة وعشرين مليونا ودينار واحد بألف دينار.