كثفت الاستخبارات الأمريكية عملياتها للتجسس على مئات الشخصيات المهمة في ألمانيا ومن بينهم وزير ألماني، بعد أن توقفت عن مراقبة المستشارة انجيلا ميركل كهدف مباشر للتجسس، بحسب ما أورد في تقرير لصحيفة ألمانية. أعلنت تقارير صحفية في ألمانيا عن تكثيف أعمال تنصت وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن إس ايه) على الوسط المحيط بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وذلك بعد وقف أعمال التنصت على المستشارة نفسها. وأشارت صحيفة "بيلد آم زونتاغ" الألمانية إلى أن هذه الأعمال طالت أقرب المقربين من ميركل مثل توماس دي ميزير وزير الداخلية الحالي ووزير الدفاع في الحكومة السابقة للمستشارة ميركل. ونقلت الصحيفة عن أحد العاملين في الاستخبارات الأمريكية لم تذكر اسمه القول :"تلقينا الأوامر بعدم السماح بالتفريط في أي معلومات بعد وقف المراقبة المباشرة على اتصالات ميركل". وتابعت الصحيفة أن الاستخبارات الأمريكية اهتمت بالتجسس على دي ميزير لأنه كان أقوى المرشحين لتولي منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو). ورفضت وزارة الداخلية التعليق على ما أوردته الصحيفة في تقريرها. ووفقا للصحيفة فإن وكالة الاستخبارات الأمريكية تراقب في الوقت الراهن في ألمانيا 320 شخصا معظمهم من الساسة صانعي القرار وكذا في المجال الاقتصادي، وأضافت أن الوكالة الأمريكية زرعت 297 موظفا لهذا الغرض. في المقابل، استبعد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية الصادرة غدا الاثنين استمرار الأمريكيين في هذه الأنشطة إلى الآن، وقال :"أتمنى أن تكون واشنطن قد فهمت أن هذا النوع من السلوك مع شركائها يمكن أن يكون له ثمن سياسي، وأنا على يقين أن التجسس على القيادة السياسية للدول الصديقة قد انتهى". وأضاف شتاينماير أنه يعتزم الحديث مع نظيره الأمريكي جون كيري حول هذا الأمر. والشهر الماضي صرح الرئيس الأمريكي باراك اوباما ان جهاز الاستخبارات الأمريكي سيواصل التجسس على حكومات أجنبية، إلا انه طمأن ميركل بأنه لن يسمح لعمليات التجسس بالأضرار بالعلاقات بين البلدين. ونقلت صحيفة بيلد كذلك عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي كاتلين هايدن قولها ان الإدارة الأمريكية أوضحت أنها تجمع معلومات استخباراتية مشابهة لتلك التي تجمعها الدول المتقدمة. وأكدت أن المعلومات الاستخباراتية التي يتم جمعها لا تستخدم لمساعدة الشركات الأمريكية في التفوق من حيث التنافسية.