شرع صبيحة أمس الأحد، عمال مجمع الحليب "كولتال" ببئر خادم، في إضراب عن العمل مطالبين وزير الفلاحة والتنمية والريفية، بتنحية الرئيس المدير العام لمجمع الحليب "جيبلي"، حريم مولود، الذي اتهموه بالوقوف وراء المناورات التي تسببت في تحطيم وحدات المجمّع ال15 على المستوى الوطني، وحمّلوه مسؤولية الخسائر التي تكبّدتها وحدات الإنتاج التابعة للمجمع بسبب قرارات اتخذها من جانب واحد، وإبرام صفقات شراء أكياس البلاستيك الموجهة لإنتاج الحليب المدعم من وحدات المديةوسطيف، على الرغم من تحذيرات الفروع النقابية المتكررة بعد ارتفاع حدّة الخسائر من سنة إلى أخرى. واتفق العمال للمرة الأولى على تقديم مطالب موحدة لإدارة الوحدة، بخصوص زيادات أجورهم وتعيين مسيرين جدد لإنقاذ الوحدة من الانهيار الوشيك، بسبب ما وصف بالتسيير الفوضوي للمجمع الذي أدى إلى تراجع الحصة السنوية للقطاع العام بالمقارنة مع حصة القطاع الخاص الذي أصبح يضمن أزيد من 90 % من الإنتاج اليومي من الحليب سواء الذي يباع بأسعار محددة إداريا أو بطريقة حرّة في السوق. وكشفت مصادر من وحدة "كوليتال"، أن الاقتصار على إنتاج حليب الأكياس نتج عنه عجز تام للمجمع الذي أصبح يعيش على مساعدات الدولة، وعمليات التطهير المالي السنوية التي تتم بأمر من الحكومة، تحت غطاء دعم الحليب الذي يباع ب25 دج للتر منذ11 عاما.
غلق 10 ملبنات تورطت في تحويل مسحوق الحليب أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري، أنه تم غلق 10 وحدات لإنتاج الحليب ومشتقاته بعد ثبوت تورطها في تحويل مسحوق الحليب لصناعة مواد أخرى غير مدعمة. قال نوري في تصريح على هامش اجتماع تقييمي لعقود النجاعة للقطاع الفلاحي إن"التحقيقات أثبتت تورط 10 ملبنات في تحويل الحليب، حيث تم غلقها نهائيا كونها خالفت القانون والتحقيقات مازالت جارية بخصوص وحدات أخرى سيتم غلقها في حال ثبت تورطها". ويلزم دفتر الشروط الذي يربط الديوان الوطني المهني للحليب والملبنات المتعاقدة معه هذه الأخيرة باستخدام مسحوق الحليب فقط في إنتاج حليب الأكياس المبستر (25 دج) والمدعم من طرف الدولة. ومعلوم أن العديد من الولايات شهدت منذ مطلع السنة اضطرابا في سوق حليب الأكياس المبستر رافقته زيادة في أسعار مشتقاته، وبرأي مهنيي فرع الحليب فإن الاضطراب راجع إلى ارتفاع أسعار مسحوق الحليب في السوق العالمية والاضطرابات التي عرفتها شبكة التوزيع في السوق الداخلية. وحسب ما أكده نوري فإن الإنتاج الوطني من مختلف منتوجات الحليب قدّر العام الفارط ب 5ر3 مليار لتر، ووفق معطيات قدمت خلال الاجتماع التقييمي فقد حققت ولايات سطيف وسيدي بلعباس وسكيكدة لوحدها 19 في المائة من الإنتاج الوطني، في حين حققت 650 بلدية ما نسبته 80 في المائة من الإنتاج الوطني. وتعتبر الجزائر من أكبر البلدان المستهلكة للحليب بكميات سنوية تجاوزت 5 ملايير لتر بمعدل استهلاك 143 لتر حليب للشخص الواحد في السنة مقابل 150 لتر في البلدان الكبرى المنتجة للحليب. وأكد نوري أن القطاع يعتزم تجسيد استثمارات هامة في تربية الأبقار الحلوب في إطار برنامج شراكة جزائري بريطاني، مشددا على تشجيع الدولة لكافة المستثمرين في شعبة الحليب.