في أول تعليق سعودي رسمي على قرار سحب السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة، استبعد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أن تُحل الأزمة السياسية بين الدول الخليجية الثلاث مع قطر "طالماً أن الدوحة لم تُعدل سياستها"، كما استعبد أية وساطة دولية لحل الخلاف الخليجي معها. وقال الأمير سعود الفيصل، ل"الحياة"، الإثنين، حول إذا ما كانت هناك بوادر لانفراج الأزمة السياسية بين الدول الثلاث وقطر: "إذا تعدلت سياسة الدولة (قطر) التي تسببت في الأزمة، سيكون هناك انفراج". وعما إذا كان إقرار الاتحاد الخليجي أصبح بعيداً عن تحقيقه على أرض الواقع بعد الخلافات التي دبت بين الدول الأعضاء، قال وزير الخارجية السعودي: "لا أعتقد ذلك، لأن الاتحاد أظهر أهمية التعاون والتكافل بين دول المجلس، وإن كان من شيء فالمنطق أقوى". وأعطى وزير الخارجية السعودي إشارة واضحة للغضب الخليجي على السياسة القطرية، واستبعد وجود أية وساطة، وأشار في تعليقه على سؤال عما إذا كانت هناك وساطة أميركية قائلاً: "لا وساطة أميركية لحل الأزمة الخليجية". وكانت السعودية والإمارات والبحرين قررت في الخامس من مارس الجاري سحب سفرائها من الدوحة، التي أعلنت أنها لن ترد على القرار بالمثل. وأكدت الدول الثلاث في بيان مشترك أخيراً أن هذه الخطوة جاءت "لحماية أمنها واستقرارها" وبسبب عدم التزام قطر الإجراءات التي تم الاتفاق عليها مع الدوحة حول التزام مبادئ العمل الخليجي ومبادئ الشريعة الإسلامية السمحة التي تحكم العلاقات بين الأشقاء، ما اضطرت معه الدول الثلاث للبدء في اتخاذ ما تراه مناسباً. وكانت مصادر رسمية أكدت ل"الحياة" الأسبوع الماضي، أن عدداً من المسؤولين السعوديين تغيبوا عن اجتماعات ثنائية مع نظرائهم القطريين، كان مقرراً أن تُعقد في الدوحة خلال الأسبوعين الماضيين، في ما أُعتبر أقوى دليل على تفاقم الأزمة بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من الجهة المقابلة، في أعقاب قرار سحب السفراء، كما سبق للإمارات أن أوقفت التعاون الثنائي مع قطر.