استبعد خبير فرنسي في القضايا الأمنية احتمال انزلاق الجزائر في دوامة ما سمي ب "الحرب الأهلية" التي عرفتها حقبة التسعينيات، مشددا في حديث صحفي نشرته أمس يومية "لو باريزيان" الفرنسية أن النشاط الإرهابي في الجزائر يختلف اليوم كثيرا عما كان عليه في أوج العشرية الدموية. وقال ماتيو غيدار، المختص في الحركات الإسلامية وصاحب كتاب "القاعدة تغزو المغرب العربي" الصادر قبل أسابيع عن دار "لو روشييه" للنشر، أن هجومي بن عكنون وحيدرة يحملان "من دون أي شك" إمضاء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وكان الخبير يدلي بتحاليله لليومية الباريسية ظهر الثلاثاء ساعات فقط بعد حدوث فاجعتي أعالي العاصمة. ويبرر ماتيو غيدار، الأستاذ الجامعي ومدير البحث السابق في مدرسة سان سير العسكرية، تواجد شبح تنظيم القاعدة على اعتداءات أول أمس بثلاثة عوامل، في طليعتها تاريخ تنفيذ العمليتين، إذ يردد ما قاله في مناسبات سابقة أن "يوم 11" بات تاريخا ممجدا لدى قيادة القاعدة، كما ترمز لذلك _ على حد قوله _ عمليات 11 سبتمبر في نيويورك و11 مارس في مدريد و11 أفريل في الجزائر وغيرها. ويكمن العامل الثاني المبرر لشبح القاعدة على هجومي أعالي العاصمة اختيار أحياء بن عكنون وحيدرة اللذين يرمزان للغرب، في إشارة إلى تواجد سفارات دول غربية وتمثيليات لمصالح غربية، أما المؤشر الثالث لإمضاء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فيكمن في أساليب وأنماط عملها "العسكري" الذي استعمل الكيفية المفضلة في عيون حركة بن لادن، وهي تنفيذ اعتداءات انتحارية على متن سيارات مفخخة تنفجر الواحدة عن الأخرى بفارق دقائق معدودة. وعبر الخبير الفرنسي عن قناعته أن الجزائر، بالرغم من تجدد الاعتداءات منذ هجومي قصر الحكومة ومقر شرطة باب الزوار في أفريل الفارط، ليست معرضة للغطس من جديد في دوامة العنف والدماء كما كان الشأن خلال العشرية الحمراء. ويقول ماتيو غيدار إن "صفحة الحرب الأهلية قد ولت"، مشيرا أن الذي يحدث منذ ربيع 2007 "ليست له علاقة بمسلسل التسعينيات"، مضيفا أن "أصحاب الرعب تغيروا، والنشاط الإرهابي عرف هو الآخر تغيرا في طبيعته ونمطه". ف.علامة
