اعتبر الباحث الفرنسي ماتيو غيدار، واحد من أبرز المختصين في قضايا الإرهاب، أن القاعدة تسعى إلى "زعزعة أنظمة الحكم في المغرب العربي" من خلال تكثيف تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي اعتداءاته في الجزائر والمغرب خلال الأشهر الأخيرة. وأشار ذات الباحث أن مشروع ضرب استقرار المنطقة المغاربية لا يتوقف على الجزائر والمغرب فحسب بل يشمل أيضا تونس وليبيا، في إستراتجية مدروسة المراد منها توسيع وبسط نفوذ حركة اسامة بن لادن على شمال افريقيا. ويشغل ماتيو غيدار منصب مدير البحوث بمدرسة سان سير العسكرية، وهي المؤسسة التي تكون فيها منذ عقود عدد من القادة العسكريين من المغرب والمشرق العربي، وقد اصدر قبل أيام قليلة في دار النشر "لو روشيه" الفرنسية كتابا جديدا تحت عنوان "القاعدة تغزو المغرب العربي". ويرى الباحث في تصريح صحفي غداة تبني تنظيم القاعدة للعملية الانتحارية ضد عمال أجانب بمدينة الأخضرية أن الحركة تعمل على تمديد شبكتها في المغرب العربي وبسط سيطرتها ووصايتها على الحركات المسلحة في المنطقة قصد توحيدها تحت رايتها. ويعتقد ماتيو غيدار بصريح العبارة أن القاعدة لم تتمكن من إسقاط أنظمة الحكم المغاربية، الشيء الذي دفع بها إلى توجيه اعتداءاتها على الأجانب – خاصة الفرنسيين والأميركيين -- العاملين أو المقيمين في المغرب العربي باعتبارهم في طليعة المساندين للأنظمة المحلية، في خطوة لدفعهم على التخلي عن تلك المساندة، ووصف الباحث هذه الخطة "بإستراتيجية التهديد الدائم وغير المباشر". حميد ساحلي