تنقل التنظيم الإرهابي في الصحراء شبيه ببقع الزيت العائمة دعا الخبير الفرنسي في شؤون الإرهاب، ماتيو غيدار، حكومات دول منطقة الساحل إلى تكثيف التعاون الأمني فيما بينها، وقال إن التعاون مع الجزائر، التي تعتبر أكبر دولة في المنطقة ولها إمكانيات اقتصادية وعسكرية كبيرة أمر ضروري، مشيرا إلى تغليب بعض دول المنطقة الاعتبارات السياسية المحلية على حساب الأهداف الإستراتيجية المتمثلة في القضاء على الإرهاب. وقال الخبير الأمني، في تصريح لصحيفة “دويتشة فيلة” الألمانية، إن “التعاون القائم حاليا بين دول المنطقة غير كاف، ويتعين مضاعفته”، وأوضح أن إمكانيات دول الساحل لا تمكنها بمفردها من مراقبة حدودها الشاسعة على امتداد الصحراء الكبرى، وأشار إلى أن اعتماد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على اختطاف الرعايا الغربيين في منطقة الساحل، يدخل في إطار إستراتيجية الضغط والمساومة لتحقيق عدة أهداف، كالحصول على الفدية أو تحرير عناصره الإرهابية المعتقلة. وأوضح ماتيو غيدار أن “الرهائن في نظر هذه الجماعة هم أسرى حرب تستخدمهم كورقة للتفاوض مع الحكومات الغربية، سواء من أجل الحصول على فدية مالية، أو من أجل تحرير سجناء تابعين للتنظيم في إحدى دول المنطقة”، مشيرا إلى ارتباط تنظيم دروكدال بالجريمة المنظمة والمصالح الاقتصادية عبر شبكات التهريب، ودون إيديولوجية دينية. وأضاف الباحث الفرنسي أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، باعتماده على اختطاف الرعايا الأجانب في منطقة الساحل، يكشف عن تواطئه مع جهات مجهولة تعمل على إضعاف حكومات دول المنطقة من خلال ضرب اقتصادياتها وبالأساس السياحة، وجعلها تحت سيطرة غربية في تسيير حكوماتها، موضحا أن قيادة التنظيم الإرهابي تروج بين عناصرها لفكرة تبرر بها عمليات الاختطاف، مفادها أن السياح الغربيين هم وافد سلبي يتعين إبعاده لأنه يجسد الإمبريالية والاستعمار. وحذر الخبير ماتيو غيدار، من نشاط تنظيم دروكدال في منطقة شاسعة وصحراوية يصعب مراقبتها من طرف حكومات دول المنطقة، باعتبارها تعتمد على عناصر لها دراية كبيرة في التحرك بسهولة، وقال “خطرها متنقل بين بلدان المنطقة”، وشبه طريقة تحرك التنظيم الإرهابي ب”بقع الزيت العائمة”.