واصل عمال السكك الحديدية، إضرابهم المفتوح لليوم الثالث على التوالي، حيث شلوا حركة القطارات بنسبة 100 بالمئة عبر كل الولايات، فيما خلّفت الحركة الاحتجاجية تذمرا واسعا لدى المواطنين الذين وضعوا "رهينة" للصراعات بين إصرار النقابة على مطالبها، وتعنّت المؤسسة في فتح الباب الحوار. وعاشت محطات السكة الحديدية عبر الولايات أمس، شللا واسعا ليومها الثالث، في ظل إصرار أكثر من 10 آلاف عامل في القطاع على التوقف عن العمل إلى غاية تحقيق عريضة المطالب، أمام تعنّت الإدارة وسعيها لتجاهل مطالب النقابة، ووصول الحوار إلى طريق مسدود فيما يبقى المواطن وحده رهينة صراع النقابة وإدارة المؤسسة. وفي زيارة ل"الشروق" إلى محطة أغا بالعاصمة، وقفت على حجم الشلل الذي مس خط السكة الحديدية لثالث يوم من الإضراب، حيث تجمع العمال أمام المحطات ورفضوا الالتحاق بمناصب عملهم، حيث شارك جميع العمال بمن فيهم القابضون والسائقون ورؤساء القطارات، رافضين ضمان الحد الأدنى من الخدمات بهدف الضغط على إدارة المؤسسة قصد الرد العاجل على مطالبهم، وتسبب الإضراب في احتجاز العشرات من المواطنين المتوجهين إلى الولايات الداخلية بالمحطة، ما استدعى بهم إلى التنقل نحو المحطات البرية. وصبّ المواطنون الذين التقيناهم أمام مدخل المحطة جام غضبهم على إدارة المؤسسة، التي عجزت عن احتواء الأزمة، خاصة المتعودين على التنقل عبر القطارات، محمّلين إيّاها مسؤولية الشلل لأنها حسبهم لم تقم بأي إجراء احترازي يكفل الحد الأدنى من الخدمات لفائدة الآلاف من المواطنين المشتركين مع المؤسسة. ومن المرجّح أن يتعفّن الوضع أكثر لفشل مسؤولي الشركة في احتواء الأزمة، والوصول مع ممثلي نقابة العمال إلى أرضية اتفاق رغم اللقاءات العديدة، حيث خيّر العمال في تصريحات ل"الشروق"، الإدارة بين الإفراج عن الأثر الرجعي للزيادات التي تحصلوا عليها للعودة إلى العمل، كرد فعل على تلاعب المؤسسة بهم منذ أكثر من ستة أشهر، أخلّت فيها بكافة الوعود حسبهم .