كشفت وثائق من الارشيف الفرنسي تحمل أختام السلطات الاستعمارية الفرنسية " أسماء شخصيات تاريخية جزائرية مكلفة رسميا من طرف يوسف الخطيب رئيس مؤسسة الولاية الرابعة بكتابة تاريخ هده المنطقة ، كانت تعمل بطريقة سرية ، خلال الثورة التحريرة مع السلطات الاستعمارية الفرنسية . وجاء في هذه الوثائق التي تحصلت الشروق اليويم على نسخ منها أن " فرنسا جندت هؤلاء الاشخاص للتجسس على نشاط عناصر جيش وجبهة التحرير الوطني في منطقة التيطري : أي ولاية المدية حاليا والولايات المجاورة لها . وتخص هده الوثائق ، التي تعود الى تواريخ سابقة للاستقلال " تكاليف بمهام وقوائم اسمية لأشخاص، منهم من توفي ومنهم من لا يزال على قيد الحياة ويحمل بطاقة و مجاهد، انتسبوا في مرحلة الثورة إلى ما كان يسمى بخلايا الدفاع الذاتي "الحركى" التي شكلتها السلطات الاستعمارية من اجل ضرب الثورة، و منهم من كان مجندا بطريقة سرية لدى المكاتب الإدارية الخاصة المعروفة باسم "لاصاص" بهدف التجسس ورصد نشاط المجاهدين، ويوجد ضمن قائمة الاشخاص الذين وردت أسماؤهم في الارشيف الفرنسي المدعو ( صاد . ميم ) أمين فرع منطقة الحمدانية بولاية المدية لمؤسسة ذاكرة الولاية التاريخية الرابعة و أيضا( قاف ميم ) و(طاء جيم ) والاثنين معا ضمن أعضاء الفرع نفسه في الهيئة التي أسسها ويترأسها منذ سنتين قائد الولاية التاريخية الرابعة الدكتور يوسف الخطيب (سي حسان) رئيس لجنة الحوار الوطني التي شكلها الرئيس زروال في 1995 و المترشح للانتحابات الرئاسية سنة 1999 . وتحمل إحدى الوثائق المحررة بخط اليد توقيع النقيب المسئول عن مزرعة الفرنسي "شينو" بطريق الشفة في ولاية البلدية ، وهي عبارة عن مراسلة مؤرخة في 01 ماي 1959 وموجهة الى مسؤول مكتب "لاصاص" يخبره بأن المذكور سابقا (ص،م) رفقة امرأة أخرى (ط،ح) مكلفين بمهمة تجسسية "لمدة شهرين ما بين 01 جوان 1959 الى غاية 30 جويلية 1959 للتنقل إلى منطقة الصخرة السوداء (بومرداس حاليا) من اجل جمع بعض المعلومات في أوساط الخارجين عن القانون " في إشارة الى مجاهدي ثورة التحرير. وتشير مراسلة أخرى بعثها الديوان الفرنسي لقدماء المحاربين إلى أن نفس الشخص (ص،م) وجه اليه مراسلة يطلب فيها تسجيله في بطاقية المستفيدين من منح قدامى المحاربين في الجيش الفرنسي، ورد عليه الديوان الفرنسي برسالة مؤرخة في ديسمبر 1962 أي بعد استقلال البلاد، يدعوه الى تقديم ملفا كاملا لتسوية وضعيته. وتعذر علينا الاتصال بالدكتور يوسف الخطيب رغم محاولات مكثفة ومتكررة لأخذ رأيه في الموضوع، في حين قال القيادي السابق في الولاية التاريخية الرابعة السيد لخضر بورقعة أنه "لا يستغرب" مثل هذه الوقائع و "لا يستبعد أن يكون بعض الذين تعاملوا مع السلطات الاستعمارية ضمن الحاملين لبطاقة مجاهد" مضيفا قوله أنه " يملك شخصيا العديد من الوثائق الشبيهة التي تم الحصول عليها من الإدارات الفرنسية غداة انسحابها من الجزائر" لكن بورقعة حرص على القول أن ذلك لا يمس أبدا بمصداقية ما يقوم به يوسف الخطيب ورفاقه لتسجيل تاريخ المنطقة وأضاف "أن يكون شخص او أكثر مدسوسا وسطهم فهذا لا ينقص من قيمة ما يقومون به" وتأسست مؤسسة ذاكرة الولاية التاريخية الرابعة قبل نحو سنتين لتضم عناصر جيش وجبهة التحرير في 10 ولايات في وسط البلاد ، ويترأسها القائد التاريخي للولاية الدكتور يوسف الخطيب الملقب بالاسم الثوري "سي حسان" وكرست المؤسسة مجهودها لتسجيل التاريخ الثوري للمنطقة وأعدت لذلك عدة أطنان من التسجيلات المصورة التي تحمل شهادات شفوية لمجاهديها وشهود عيان عاشوا أو شاركوا في مختلف الأحداث والمعارك. وتؤكد هده الوثائق الخاصة بالحركى المتسللين الى بطاقيات وزارة المجاهدين والمنظمة الوطنية للمجاهدين ، ما أشار اليه عدد من المجاهدين حول قضية المجاهديبن المزيفين ، بينهم ؤابح بوقبة وبن يوسف ملوك ، الدين كشفا وجود مجاهدين مزيفين ، عدد منهم كان يتعامل مع السلطات الاستعمارية الفرنسية ، وهو ملف شائك وعالق ما زالت السلطات لم تفصل فيه بعد . فيصل هارون