توفي ليلة الثلاثاء مدير سجن الحراش السيد جيلالي عزوز البالغ من العمر 41 سنة اثر سكتة قلبية ، بعد أن شهدت المؤسسة العقابية التي أشرف على تسيرها لمدة سنتين سلسلة من الاحتجاجات والفوضى لأزيد من أسبوع كامل، دعمها أصحابها بإضراب عن الطعام ،ومطلب للتعجيل بالمحاكمات واعتصام للعائلات في محيط السجن الذي يضم 4 ألاف نزيل رغم أن قدرة استيعابه لا تتجاوز ال3 ألاف . وعلمت " الشروق اليومي " من مصادر موثوقة أن مدير السجن نقل على جناح السرعة الى المستشفى الجامعي زميرلي بالحراش بعد أن أصيب بوعكة صحية في حدود الساعة التاسعة ليلا من يوم الثلاثاء ، ليتبين بعد إجراء الفحوصات الطبية أنه توفي إثر سكتة قلبية و لفظ أنفاسه قبل وصوله الى مستشفى زميرلي . و أضافت نفس المصادر أن الفقيد عاش في الفترة الأخيرة ظروفا مهنية صعبة جدا أرهقته بفعل ضغط الاحتجاجات العارمة التي شهدها سجن الحراش طيلة أسبوع كامل وذلك بعد أن شهدت المؤسسة العقابية التي كان يشرف على تسيرها سلسلة من الاحتجاجات قادها عدد من المساجين المضربين والذين فاق عددهم حوالي 200 شخص. الإضراب العام المفتوح الذي قد يكون أحد أهم مسببات الوضع الصحي لمدير سجن الحراش دخل فيه السجناء في الثامن من الشهر الجاري واستمرت الاحتجاجات طيلة أسبوع ، وعلى الرغم من طول فترة الاحتجاج إلا أن الجهات الرسمية بقيت صامتة من دون أن توضح أسباب الاحتجاج أو مطالب المحتجين في وقت قال أهالي السجناء بأنها حركات احتجاجية طالب من خلالها المضربون بتحسين معاملتهم وإحالتهم لمحاكمة عادلة، خاصة ممن قضاياهم على علاقة بقضايا الإرهاب ، في وقت تحدثت هذه المصادر عن حبس احتياطي تجاوز ال 4 سنوات لهؤلاء ، بعدما استثنوا من قانون ميثاق السلم والمصالحة الوطنية بناءًا على عدم توفرهم على الشروط اللازمة . القبضة الحديدية التي فرضت على مدير سجن الحراش لفترة تجاوزت الأسبوع ،تزامنت مع صدور تقرير للجنة العربية لحقوق الإنسان تناول قضية التعذيب في السجون الجزائرية وأورد حالات بعض المساجين الموجودين في هذا السجن بالذات ، ومعلوم أن سجن الحراش يعتبر من أقدم المؤسسات العقابية ويضم نزلاء من العيار الخطير حيث شهد إقامة عدد كبير من نشطاء العمل المسلح ،وكذا أخطر الإرهابيين ، بالإضافة الى بارونات المخدرات والجرائم الاقتصادية والمهربين الكبار ، كما يضم هذا السجن 4000 نزيل حسب آخر أرقام رسمية قدمتها المديرية العامة لإصلاح السجون على الرغم من أن طاقة إستيعاب هذه المؤسسة العقابية لا يتجاوز 3000 نزيل أي بفارق 1000 نزيل في وقت تتحدث فيه وزارة العدل والمديرية العامة للسجون عن برنامج مكثف لإصلاح وضعة السجون ورعاية نزلاءها . مدير سجن الحراش المتوفي والذي يعد أب لبنتين ورضيع لا يتجاوز عمره الشهر ورثه في وضعية خاصة، حيث عين كمسير لهذه المؤسسة العقابية بعد أن تم إيداع سابقه على رأس إدارة هذا السجن حبس سركاجي ، بعد أن كشفت التحقيقات إبرامه لصفقات مشبوهة في اقتناء الأغطية والأفرشة وتمت محاكمته وإدانته بالحبس . سجلت المديرية العامة للسجون مؤخرا سلسلة من الوفيات في رأس إدارات مؤسساتها العقابية حيث بالإضافة الى مدير سجن الحراش جيلالي المتوفي يوم الثلاثاء إثر سكتة قلبية ، توفي كذلك منذ مدة قصيرة مدير سجن مغنية المدعو عامر مصفاح ،إثر حادث مرور بولاية مستغانم لدى عودته من ملتقى أشرف عليه وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز ، بالإضافة الى مدير سجن بابار حضينو فؤاد الذي ذهب ضحية الفيضانات . سميرة بلعمري