تجمعت، أمس، عائلات بعض المساجين المقيمين بالمؤسسة العقابية بالحراش، احتجاجا على عدم إيفادها بأي معلومات بشأن مصير أبنائها الذين تعرضوا حسبها لاعتداءات جسدية ولفظية منتصف الأسبوع الماضي. وأفاد مصدر مسؤول من إدارة المؤسسة العقابية بالحراش اتصلت به "الشروق" بشأن هذه القضية، أن الوقائع تعود إلى ليلة الثلاثاء الماضي عندما قررت إدارة السجن تحويل المساجين إلى قاعة جديدة تمت ولم تجد عديد من الأمهات ردا من إدارة سجن الحراش بعد ورود معلومات بتحويل إدارة السجن لبعض السجناء "المتورطين" في الأحداث إلى مؤسسات عقابية في الولايات الداخلية دون أن تتمكن من التأكد من صحة الخبر، لتبقى رهينة الإشاعات بعد منعها من لقائهم أمس، وهو اليوم المخصص للزيارة الأسبوعية. ورفضت إدارة السجن استلام القفة الموجهة للمساجين الذين كانوا يخضعون للتحقيق على مستوى محكمة الحراش. تهيئتها وطلاءها وتبليطها وتزويدها بأسرّة جديدة، وهو ما عارضه بعض سجناء القاعة 1 الخاصة بالموقوفين في قضايا على صلة بالإرهاب ليدخلوا في مناوشات كلامية مع بعض الحراس قبل أن يتطور الأمر إلى اشتباكات لفظية. وأشار مصدرنا إلى أن المساجين يؤدون صلواتهم في الرواق الفاصل بين الأسرّة، ولا يوجد مصلى خاص، ردا على تصريحات المساجين الذين أعلنوا رفضهم لتحويل مصلى إلى قاعة للمساجين حسبما نقل دفاعهم عنهم، ولم يستبعد بشأن الإصابات التي تعرض لها بعض المساجين أن يكونوا قد افتعلوا الفوضى لإثارة اللااستقرار وضرب أنفسهم، حيث كانت تحقيقات سابقة قد أشارت إلى مزاعمهم لتوريط الحراس الذين يواجهون عقوبات صارمة ويودعون الحبس في حال ثبوث تورطهم في تجاوزات.وأكد في موضوع متصل أن إدارة السجن تتخذ إجراءات بتحويل المساجين الذين يثيرون الفوضى والمشاكل وتفريقهم لإحباط محاولاتهم، وكشف أن إدارة السجن أوفدت تقريرا بالوقائع إلى المديرية العامة للسجون بناء على تحقيق في الحادثة بعد استجواب الحراس والشهود.وكانت عائلات موقوفين نهاية السنة الماضية، يشتبه انتماؤهم لشبكات دعم وإسناد، وتمت متابعة آخرين بعدم التبليغ عن نشاط جماعة إرهابية عند إحالتهم أمس، على قاضي التحقيق لدى محكمة الحراش لاستجوابهم أول مرة، قد تفاجأت بآثار الضرب في عدة أنحاء من أجسادهم خاصة على مستوى الوجه، وقالت والدة موقوف كانت مصدومة أمس ل"الشروق"، إن ابنها البالغ من العمر 28 عاما الذي تم توقيفه في شهر أكتوبر الماضي شرق العاصمة بتهمة عدم التبليغ عن جماعة إرهابية، كان يحمل آثار ضرب على مستوى وجهه "كان وجهه منتفخا وعليه بقع زرقاء وكمدات وأبلغني أن حراس السجن قاموا بضربه"، وتدخلت سيدة أخرى لتتحدث عن كسور أصيب بها ابنها الموقوف أيضا على ذمة التحقيق في قضية إرهابية، وتم نقله إلى مستشفى زميرلي حسب رواية رفقائه، لكنها لم تتمكن من زيارته أمس، كما هو مقرر في مواعيد الزيارات الأسبوعية، واتصلت بإدارة السجن دون جدوى على حد تعبيرها.