تسلمت الجزائر السبت، أرشيف المجاهد الجزائري-النمساوي، الفقيد رايمر هولزنقر في حفل احتضنته مؤسسة الأرشيف الوطني الجزائري وحضرته وجوه سياسية وتاريخية. وتتمثل المادة الأرشيفية التي استلمها المدير العام للأرشيف الوطني، عبد المجيد شيخي، من أيدي بيتر، نجل المناضل هولزتقر المعروف باسم "سي عبد الرحمن" في مجموعة من الوثائق التاريخية والكتب والمراسلات والصور، تخص مشاركته في ثورة أول نوفمبر وأخرى تعود إلى مرحلة الاستقلال وتتعلق بالتعريف بالجزائر وبتاريخها. كما أعقب تسليم هذا الأرشيف تكريم المناضل هولزنقر الذي توفي سنة 2012 بتقديم مجموعة من الهدايا الرمزية لنجله. وفي كلمة مقتضبة وجه بيتر هولزنقر شكره للشعب الجزائري "المضياف" وتقديره "للجزائر التي لم تنس الذين وقفوا إلى جانبها" مغتنما المناسبة ليذكر بأن تقديم هذا الأرشيف يعد "تنفيذا لوصية والده الذي أحب الجزائر وأخلص لها وعمل على التعريف بها". من جانبها أكدت سفيرة النمسابالجزائر السيدة ألوايزيا وورقيتر، أن المناضل هولزنقر، طبع تاريخ الجزائروالنمسا معا وعمل على التعريف بالقضية الجزائرية لدى الشعب النمساوي. أما السيد شيخي فقد أبرز في كلمته أن ما قام به هولزنقر يندرج في إطار المعاني الانسانية التي طبعت ثورة أول نوفمبر التي جمعت من حولها العديد من الشخصيات من بلدان مختلفة. كما ذكر المدير العام للأرشيف الوطني بارتباط سي عبد الرحمن بالجزائر، حيث طلب قبل وفاته أن يسجى جثمانه بالعلم الجزائري أثناء تشييع جنازته، فكان له ذلك. يذكر أن رايمر هولزنقر قد ولد في ديسمبر 1921 بمدينة هالتوفن (جنوبالنمسا) من عائلة تميل الى اليسار وتوفي بفيينا سنة 2012 عن عمر ناهز 91 عاما. وقد كان الفقيد جد متأثر بالقضية الجزائرية، إذ عمل على دعم الثورة الجزائرية منذ اندلاعها سنة 1954 ، كما كان عمله التضامني متنوعا، فقام بتنظيم محاضرات و جمع تبرعات إلى جانب تهيئة مخابئ للاجئين الجزائريين. وبعد الاستقلال ساهم هولزنقر إلى جانب شخصيات أخرى في تنشيط أفاقات اقتصادية وثقافية وعلمية بالجزائر كما ساهم في تأسيس جمعية نمساوية-جزائرية، ظل يترأسها إلى غاية 1998 ،تمثلت مهمتها في ترقية التعاون بين البلدين.