استقبلت رفيدة بوطي، صاحبة العشرين ربيعا "الشروق اليومي" التي زارتها في منزلها الكائن بحي المرحلي بالمغير، بمعنويات مرتفعة، حيث تستعد لاجتياز بكالوريا جوان 2014، وهي ضريرة. والملفت للانتباه أنها استطاعت أن تحقق ما لم يستطع تحقيقه آلاف الطلبة المبصرين، تدرس بقسم الثالثة ثانوي شعبة آداب وفلسفة بثانوية شهرة محمد، وهي طالبة متفوقة بجدارة في دراستها، وخاصة اللغات الثلاث، وتحتل المرتبة الأولى على مستوى المؤسسة المتمدرسة بها في مادة الفرنسية، بأعلى معدل 17.50 وهذا بشهادة أساتذة الاختصاص، الذين يدرّسونها. رفيدة تُراجع دروسها بطريقة عجيبة، مستعملة حاسة السمع مستعينة بأحد زميلاتها، وأحيانا يشاركها والداها في المراجعة، حيث استطاعت أن تتحدى واقع الإعاقة متأثرة بكبار الأدباء، على غرار عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وهو مثلها الأعلى في التحدي. أمل رفيدة الوحيد أن تصبح إعلامية ناجحة، كما تراهن على النجاح في البكالوريا هذا العام ولأول مرة، خاصة وأن مصلحة المسابقات والامتحانات تعهدت بأنها ستخصص لها كاتبا يرافقها طيلة أيام المسابقة، حسب تصريح والدها لنا. وأضافت رفيدة في حديثها أنها تناشد والي الولاية، التكفل بها لإجراء جراحة خارج الوطن، كما تناشد كل السلطات وذوي البر والإحسان، أن يعيدوا لها ولو بصيصا من الأمل، خاصة وأن الأطباء أقروا بإمكانية ذلك، لو وجدت إمكانيات طبية قبل فوات الأوان. للعلم أن رفيدة وُلدت بصيرة إلى غاية إصابتها بهذه الإعاقة البصرية تدريجيا ليبدأ مسلسل التردد على الأطباء والمصحات، وعند بلوغها الثانية ثانوي وجدت نفسها ضريرة وهي مؤمنة بقدر الله.