الآنسة ريحانة العايب تمكنت الآنسة ريحانة العايب البالغة من العمر 22 سنة، القاطنة بالخروب بولاية قسنطينة من الحصول على شهادة البكالوريا في أجواء دراماتيكية تصلح لفيلم عجيب بطلته شابة تحدت المرض الخطير والميؤوس من الشفاء منه حسب أطبائها وسط عائلتها البسيطة جدا التي ساعدتها على هذا التحدي العجيب الذي مكّنها من أن تكون ضمن الناجحين في شهادة البكالوريا بمعدل 12.21 رغم أنها لم تدرس عند أساتذة نظاميين ولم تنعم بالدروس الخصوصية.. قصة ريحانة بدأت منذ ولادتها، حيث أطلت على الدنيا بتشوه في القلب معقد، إذ لا يشبه قلبها في حجمه قلوب بقية الناس حيث يعيش بما تمنحه الرئة من دماء.. وفي أول سنة دراسية في حياتها أجرت أول عملية دقيقة على مستوى القلب في مستشفى بوسماعيل المختص، ولكن حياتها الدراسية توقفت بأمر من الأطباء في السنة السادسة ابتدائي، إذ أجرت عملية جراحية ثانية وحكم عليها الأطباء بالهلاك على أبعد تقدير بعد تسع سنوات، إذ لم يخفوا عنها يأسهم وقضوا بأن ساعات عمرها محدود، فعاشت بقية عمرها في وضعية راقدة على الدوام على الفراش.. ونصح البروفيسور القائم على علاجها بأن تسلّم عائلتها مصيرها لله لأن أي عملية أخرى حتى ولو أجريت في الخارج ستعني وفاتها.. وبقي أهلها في انتظار وفاتها وفقط.. تتنهد والدة ريحانة وهي تروي المأساة والتحدي للشروق اليومي ثم تقول.. "كنا نعلم أن أدنى جهد بل أدنى حركة تعني وفاتها ولكن الأمل في الحياة بقي معنا فأكملت دراستها بالمراسلة إلى أن بلغت المرحلة الثانوية رغم أنها في سن 11 صارت مستلقية على الفراش بشكل دائم، فهي لم تخرج من البيت منذ 12 سنة، بل إنها لم تقم من مكانها منذ 12 سنة كانت كلها انتظار للساعة التي تحدث عنها الأطباء؟ لكن في 2003 لاح بصيص من الأمل، وكان أمل إنقاذها من الموت وليس إعادتها للحياة، فسافرت إلى بروكسل وأجرت آخر عملية ممكنة وعادت لتمارس هواية التحدي وسجلت هذا العام في بكالوريا الأحرار ضمن شعبة الآداب واللغات الأجنبية حيث أتقنت الألمانية وأخذت عن الشعب الألماني التحدي، إلى أن فاجأت أهلها بنجاحها.. ريحانة تعشق الصحافة وكانت تحلم بالصحافة ولم تكن تدري أنها ستكون موضوعا صحفيا، ولكنها مصممة أن تحقق حلمها، وكما حلمت في السابق وصار حلمها واقعا.. من يدري؟