يُركّز غالبية المُقبلين على امتحانات البكالوريا أو أي امتحانات أو مسابقات أخرى، أو المقبلين على مشاريع مهمة في حياتهم، على الاستعانة لنجاحهم بتجارب المقربين منهم، أو أخذ نصائح المختصين الاجتماعيين والنفسانيين، أو يتوسّلون أشخاصا آخرين طلبا للمساعدة، لكنّهم يتناسون تماما أضمن وأعظم وسيلة للنجاح وهي التقرب من المولى عز وجل بالصّلاة والدعاء والطاعات. مواعظ الأئمة وكتب الفقهاء تصنف في المرتبة الأخيرة، في قائمة الأمور المساعدة على النجاح لدى كثير من طالبي النجاح، فكثيرٌ من الأشخاص يقومون بكل شيء ليظفروا بما يريدون إلاّ التقرب إلى الخالق عز وجل بالطاعات والعبادات. وفي هذا السياق، يُناشد الأئمة والفقهاء، المقبلين على أمور مصيرية في حياتهم، جعل الإيمان بالله وطاعته والابتعاد عن معصيته على رأس مسببات النجاح، فعلى الشخص أن يكون جادا في حياته، مُبتعدا عن مجالس اللَّهو وتضييع الوقت، مُنصرفا عن رُفقاء السُّوء. عليه أن يحافظ على صلواته، ويداوم على الأذكار وتلاوة القرآن. ومن أهم أسباب النجاح في الدنيا والآخرة أرضاء الوالدين، عسى بدعائهما تُفتح أبواب الخير للأبناء. وينصح رجال الدين الطلبة ب"البسملة" عند بدء المراجعة، وبالإكثار من بعض الأدعية التي تسهّل عليهم المراجعة والحفظ، كأن يقول الطالب "اللهم يا مُعلِّم داود علِّمْني، ويا مُفَهِّم سليمان فَهِّمْني، سبحانك لا عِلم لنا إلاَّ ما عَلَّمتنا، إنَّك أنت العَليم الحكيم". فإذا اسْتصْعَبْتَ أمرا قُل "اللهم لا سَهل إلا ما جَعلتَه سَهْلاً، وأنتَ تَجْعَلُ الحَزنَ إذا شِئْتَ سَهْلاً". وأدعية أخرى "اللهم إني توكلت عليك وسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك". وداخل قاعة الامتحان على الطلبة ترديد هذا الدعاء "رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل العقدة من لساني يفقه قولي". وفي حال تعسّرت عليك الإجابة يُفضل أن تقول "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين... يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث.. رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه". وعند نسيان الإجابة قل "اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع عليّ ضالتي.." وعند الانتهاء من الامتحان أو من أي أمر آخر يُرجى منه فائدة يُستحسن القول "الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله".
وعلى طالبي النجاح الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يجعل لهم الله من كل ضيق مخرجا، ومن كل همّ فرجا من حيث لا يدرون، والتحلي بالصبر والثبات، وما أجملَ أن يقترن ذلك بصلاة تسأل الله فيها وبها العون والسداد، خاصة صلاة الفجر. لكن طلب النجاح والدعاء لتحقيق المأرب، يجب أن يكون مقرونا بالعمل والكدّ والاجتهاد، لا النوم والخمول ثم الدعاء.