اصطدم عشرات المواطنين، وأنصار الفريق الوطني على وجه الخصوص، بعراقيل بيروقراطية غريبة عبر أغلب وكالات البنوك الوطنية، حرمتهم من الحصول على منحة السفر التي أقرتها السلطات العمومية المقدرة ب 2500 أورو، دفعت بالعديد منهم إلى البحث عن "المعريفة" التي وبقدرة قادر أوجدت الدوفيز من العدم، في حين ستكون السوق الموازية بالسكوار وغيرها ملجأ للآخرين على مرارتها. جولة ميدانية ل "الشروق" عبر عدة وكالات بنكية بالعاصمة، كشفت عن ازدواجية تعامل السلطات مع المواطنين الراغبين في تصريف العملة والحصول على منحة السفر، حيث ترددت جملة واحدة على مسمع مئات الأنصار والمواطنين أمس وقبل الأمس وهي: "الدوفيز ماكانش" أو: "لا كاس تاع الدوفيز راهي فارغة"، من دون تقديم تفسيرات واضحة لطالبي العملة، سواء من المواطنين أم أنصار الفريق الوطني، والاكتفاء بترديد عبارة عطلة والعمرة على الأبواب. وكالات بنكية تخفي الدوفيز رغم تعليمة السلطات والتقت "الشروق" بأنصار للفريق الوطني قدموا من مدينة بوڤرة بولاية البليدة بحثا عن "الدوفيز" للتوجه إلى البرازيل بوكالة البنك الخارجي بشارع العربي بن مهيدي، مؤكدين أن كل الوكالات البنكية بولاية البليدة أوصدت الأبواب في وجههم متحججة بأن العملة الصعبة غير متوفرة. وتساءل الأنصار كيف أن تعليمة السلطات واضحة وتنص على منحة سياحية خاصة بالمونديال ب 2500 أورو للمتوجهين مع ديوان السياحة والأسفار ومع تذكرة الخطوط الجوية الجزائرية، لكن الوكالات البنكية بالبليدة خرقت التعليمة وأوصدت الأبواب. وتلقى أنصار المنتخب الوطني مثلما شهدت عليه "الشروق" بوكالة العربي بن مهيدي نفس الإجابة: "الدوفيز غير متوفر"، رغم حيازتهم كافة الوثائق، ليجيب أحد الموظفين: "إذا عندكم المعريفة يفروهالكم". وهو ما تم بالفعل، حيث اتصل الأنصار بأحد معارفهم ومكنهم من تصريف العملة، ليتضح أن الدوفيز متوفر والصندوق "لاكاس" ممتلئ لكن أطرافا تريد منعه عن المواطنين والأنصار. وعانى أنصار المنتخب الوطني وممثلو وسائل الإعلام الأمرين ولم يتمكنوا من الحصول على منحة 2500 أورو، من المتوجهين إلى البرازيل مع وكالات سياحة خاصة، وهذا عبر عديد الوكالات البنكية بالعاصمة، على غرار البنك الوطني الجزائري بشارع زيغود يوسف والبنك الخارجي بزيغود يوسف كذلك، حيث تكررت عبارة "الدوفيز ماكانش"، متسائلين عن الهدف من الازدواجية في معاملة المواطنين.ذ بنوك تجهل وجود تعليمة للوزير الأول ووقفت "الشروق" على واقعة أقل ما يمكن وصفها به أنها غريبة وتتعارض مع المنطق، حيث أظهر مسؤول بالبنك الوطني الجزائري المقر المركزي بزيغود يوسف، قائمة بأسماء الصحفيين المعنيين بمنحة السفر، واللافت أن كافة الأسماء قد غادرت إلى البرازيل قبل صدور تعليمة مصالح الوزير الأول. وبرزت مفارقة أغرب من الخيال، وهي أن من غادر إلى البرازيل منح له حق صرف العملة وهو غائب، ومن يتواجد في الجزائر ويهم بالمغادرة إلى البرازيل حرم من حق المنحة السياحية الخاصة. ونفى ذات المسؤول علمه بوجود أي تعليمة للوزير الأول عبد المالك سلال حول منحة سياحية خاصة بالمونديال لممثلي وسائل الإعلام الوطنية وقال: إلى الآن لم يصلنا أي شيء مكتوب.
وسيضطر المئات من أنصار الفريق الوطني وممثلي وسائل الإعلام إلى التنقل إلى بلاد السامبا وقضاء 15 يوما وفي حوزتهم "زوج دورو"، على اعتبار أن السلطات حرمتهم من المنحة السياحية الخاصة بالمونديال، وسيكون هؤلاء مضطرين إلى تصريف بقشيش ب 130 أورو لقاء 15 ألف دينار، أو الاكتواء بنار السوق الموازية التي تلفح أسعارها الوجوه.