طالب أساتذة التربية الإسلامية للتعليم الثانوي وزيرة التربية الوطنية نورية غبريط "بإعادة تخصّص العلوم الإسلامية" إلى المستوى الثانوي بعد حذف للتّخصص دام أكثر من تسع سنوات أسال حبرا كثيرا وحملة انتقادات واسعة من طرف الشارع الجزائري وممثّلي المجتمع المدني. عاد إلى الواجهة موضوع غياب شعبة العلوم الإسلامية عن المستوى الثانوي وذلك ما أبرزه بيان تلّقت "الشروق" نسخة منه للتنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي للعلوم الإسلامية التي أسّست سنة 2005 للدّفاع عن التّخصص بعد أن قرّر المجلس الوزاري حينها إلغاء الشعبة وتعويضها بساعات علوم إسلامية لجميع التخصّصات. ورفع البيان مجموعة من انشغالات أستاذة التعليم الثانوي للعلوم الإسلامية تلبية لتصريحات أطلقتها الوزيرة مؤخّرا "بإعادة النّظر في المنظومة التربوية عموما والمناهج التعليمية خصوصا وفتح ورشات لذلك" . وذلك إيمانا منهم "بأهمّية مادّة العلوم الإسلامية باعتبارها أحد مقوّمات الشخصية الجزائرية وأحد ركائز الهوّية الوطنية"، فضلا عن إسهامها في تكوين "الفرد الصالح الذي يخدم وطنه". وحدّد البيان خمس نقاط استخلصها الأساتذة بعد مشاورات واسعة منها "التماس إعادة تخصّص شعبة العلوم الإسلامية لأنّ حذفه- حسب التنسيقية- يعتبر خطأ تربويا وبيداغوجيا وجب تصحيحه لأنّه نظرة قاصرة ومشوّهة دون دراسة وتمعّن ومشاورة مختلف الشركاء". كما أنّ حذف التخصصّ- وفق البيان- قد "ساهم في تمكين المصادر غير الرسمية وغير المؤهّلة لتلقين الشباب مفاهيم خاطئة عن الدّين الإسلامي وأضعف مستوى الجامعات الإسلامية وذلك بتجفيف منابع التأهيل والتكوين القاعدي في التعليم الثانوي كما أدّى إلى انعدام نخبة متخصّصة تساهم في التوعية والإرشاد لسدّ ثغرة استغلتها مختلف التيّارات الخارجية". ولم يغفل البيان الانخفاض الحادّ للحجم الساعي المخصّص للعلوم الإسلامية في بعض الشعب ما أنتج "عدم توازن بين مختلف الشعب الأدبية والعلمية"، ليطالبوا بتدارك "الخلل الموجود في السنة الأولى ثانوي شعبة علوم وتكنولوجيا حيث تدرّس مادّة العلوم الإسلامية ساعّة واحدة أسبوعيا عوض ساعتين"، خلافا لباقي الشعب. وتطلّع الموقّعون إلى أكثر من ذلك بالدّعوة "إلى الارتقاء بالمادّة في مختلف الأطوار التعليمية، سواء من حيث البرامج أم الحجم الساعي أم المعامل" للاعتبارات السابق ذكرها إضافة إلى أنّها أحد "الروافد الأساسية في بناء الشخصية السليمة للتلميذ" ولدورها في محاربة الآفات. كما أنّها وسيلة فعّالة في وجه الانسلاخ عن قيم المجتمع. ودعا المعنيون إلى إشراك واستشارة "مختلف الشركاء من باحثين ومفتّشين وأساتذة وأولياء ونقابات "في سبيل معالجة النقائص والحفاظ على المكاسب ما يكلّل الجهود بالنّجاح". وفي سياق متّصل دعوا "النّقابات التربوية إلى ترقية أدائها وذلك بفتح ورشات ونقاشات قاعدية جادّة حول إصلاح وترقية المنظومة التربوية".