أعلنت الشركة الايطالية لأنظمة المراقبة المدمجة "سيليكس سيستيمي انتيغراتي"، واحدة من فروع فينمياكانيكا، بأنها ظفرت بعقد قيمته 230 مليون اورو (338 مليون دولار) لإنجاز نظام لمراقبة وحماية الحدود الجنوبية الجزائرية. وأكدت الشركة الايطالية في بيان لها، أول أمس الخميس، بأنها ستقوم في إطار شراكة مع وحدتي "سيليكس للاتصالات" الايطالية و"ايلساغ دتامات" للمعلوماتية - وكلاها فروع للشركة الام "فينميكانيكا"- وذلك لتزويد الدرك الوطني الجزائري بأجهزة جد متطورة لمراقبة وحماية الحدود الجنوبية. وأشارت الشركة الايطالية إلى أن هذه الأجهزة ستمكن الدرك الوطني بإجراء عملياته على المستوى الجهوي او على مستوى أوسع لترصد ومراقبة جميع النشاطات والتحركات على طول الحدود الجنوبية التي تصل الى 2500 كلم. ويتضمن هذا النظام إنشاء 250 نقطة مراقبة ثابتة ومراكز مراقبة متنقلة للدرك الوطني الجزائري على طول الحدود مع نيجر، مالي، ليبيا، جمهورية الصحراء الغربية وموريتانيا. وأوضحت شركة "فينميكانيكا" بأن عقدها مع الجزائر يعد من أهم الصفقات التي أبرمتها مع دولة أجنبية في مجال الأمن الداخلي، مضيفة بأنها ستنتهي من إنجاز هذا النظام في مدة 30 شهرا ابتداء من تاريخ إمضاء العقد. كما أفادت الشركة بأن هذا النظام سيمكن الجزائر من حماية حدودها الجنوبية بالاعتماد على التكنولوجيا، كما سيسمح للدرك الوطني من اتخاذ قراراته على المستوى القيادي بتحليل المعلومات الاستخباراتية التي يتحصل عليها، وكذا إعداد المعلومات وإرسالها بالتنسيق مع الوحدات الثابتة والمتنقلة سواء لمعالجة العمليات الاستعجالية أو فيما يخص كيفية تسيير الطاقات البشرية ونشرها على طول الحدود. كما سيسمح هذا النظام بتنصيب أنظمة رادار على طول الحدود فضلا عن أجهزة ترصد وكاميرات مراقبة تمكن من التقاط المعلومة مباشرة وإرسالها الى الوحدات المتنقلة بهدف التدخل لاسيما لإيقاف المشتبه فيهم. كما ستقوم "سيليكس سيستيمي انتيغراتي" بتقديم الدعم اللوجيستي للدرك الوطني الجزائري لاسيما تدريب عناصره على هذا النظام بعد انجازه فضلا عن التكفل بإشغال الهندسة المدنية بالنسبة للمراكز المتواجدة في الجنوب والتي ستستفيد من هذا النظام. من جهتها تتكفل "سيليكس للاتصالات" بتزويد الدرك الوطني بتكنولوجيا الاتصال من نوع "تيترا" وأجهزة التقاط وبث عبر الأقمار الاصطناعية. وكانت "سيليكس سيستيمي انتيغراتي" قد زودت الجزائر بأنظمة لمراقبة الملاحة الجوية سنة 1997. ويدخل هذا المشروع الضخم في إطار سياسة الدرك الوطني المخصصة لعصرنه أجهزته وآليات نشاطه لاسيما في مجال حماية الحدود الجنوبية التي تعرف نشاطا للجماعات المسلحة الإرهابية وعصابات تهريب الأسلحة والمخدرات، على غرار الحدود الشرقية والغربية. من جهة أخرى ذكر مصدر ايطالي مسؤول أن شركة "فينميكانيكا" تجري حاليا اتصالات مع شركة "اوغوستا ويستلاند" البريطانية من أجل بيع 10 مروحيات مدنية تستعمل في مراقبة الشريط الساحلي الجزائري لاسيما في مجال مكافحة الهجرة السرية. كمال منصاري