هي مزاري نوة، 40 سنة، أم لسبعة أطفال، تقطن في بيت قصديري بدرقانة أصيبت منذ ثلاث سنوات بورم بسيط على مستوى الرقبة تنقلت إثره إلى مركز مكافحة السرطان على مستوى مستشفى مصطفى باشا، حيث استأصله الأطباء وأكدوا لها أن حالتها عادية لا تستدعي القلق، لكن الورم عاد للظهور مرة أخرى ليصبح أكثر خطورة. عادت السيدة مزاري من جديد لنفس المستشفى، حيث عاود الأطباء استئصاله سطحيا، مؤكدين لها أنه لن يعود للظهور مرة أخرى، لكن الأيام المتوالية بينت عكس ذلك، حيث تجدد الورم ليتحول إلى مرض خبيث وسرطان يصعب التحكم فيه، مما جعل أهلها يدقون ناقوس الخطر ويلحون على الأطباء بضرورة التكفل المستعجل بهذا الورم الذي استمر في الانتفاخ على مستوى الرقبة ليزيد طوله عن 20 سم ويفوق وزنه 1،5 كلغ. وما زاد من تأزم الوضع هو خروج الدود من الورم الذي باتت تنبعث منه روائح كريهة يصعب تحملها. هذه الحالة الخطيرة التي آل إليها حال مزاري نوة التي تحول ورمها إلى تشوه خلقي يصعب النظر إليه، كانت تستدعي من الأطباء والمستشفى معاملتها بشكل خاص وتركيز العناية المشددة على حالته النادرة على غرار ما يحدث في الكثير من المستشفيات المحترمة، لكن مركز مكافحة السرطان على مستوى مستشفى مصطفى باشا رفض التكفل بحالتها، حيث أكد لها الأطباء أن حالتها ميؤوس منها ولا أمل في شفائها والحل الوحيد هو التنقية المستمرة للورم على مستوى العيادات الصحية، لكن هذا لم يحدث لأن جميع العيادات والمستشفيات التي قصدتها المريضة رفضت تنقية ورمها بحجة الروائح الكريهة المنبعثة منه، مما جعل عائلتها الفقيرة المتكونة من سبعة أطفال تقوم بهذه العملية التي عجز عنها الأطباء والممرضون. هذا الوضع المتأزم الذي لا يطاق لامرأة عافها وتخلى عنها الجميع بسبب مرض نادر لم تكن سببا في ظهوره جعلها تهاجر العاصمة لتذهب إلى قرية الهامل بولاية بوسعادة حيث تقضي أيامها الأخيرة. والجدير بالذكر أن العديد من المحسنين أبدوا استعدادا للتكفل بجميع المصاريف اللازمة لعلاجها. حالة مزاري نوة تستوجب طرح العديد من الأسئلة وفتح تحقيق في مدى فاعلية مراكز مكافحة السرطان في الجزائر التي عجزت عن علاج هذه الحالة ورفضت التكفل بها بحجة أن المرض نادر. وحسب العديد من الأطباء، فإن حالات السرطان الميؤوس منها هي حالات يموت فيها المريض بسترة متناولا بذلك أدوية مخففة للألم، لكن حالة مزاري مختلفة فحالتها تتطلب متابعة علاجية متواصلة لا أن تطرد من المستشفى. ثم كيف يمكن تفسير رفض الممرضين تنقية الورم بحجة الروائح الكريهة والدود المنبعث؟! ومن المسؤول عن تطور الورم لينتقل من العادي إلى الخبيث، حيث أكد لنا المختصون أن الورم لما كان في حالته العادية واستأصل لم تجر له عملية المتابعة للتأكد من استئصاله نهائيا، وهذا ما أدى به للتجدد والانتفاخ من جديد، فهل حالة مزاري قدر أم خطأ طبي؟! بلقاسم حوام