السؤال: نحن مقدمون بعد أيام على عيد الفطر، وهناك عادات في منطقتنا أود الاستفسار عنها، وهي أن الناس يمنعون من بعض الأعمال كالخياطة في العيد، فهل لهذه العادات أصل في الشرع؟ الجواب: هذه العادات لا أصل لها في الدين، ولا دليل يثبتها أو يشهد لها، بل هي مخالفة لقواعد الإسلام ومقاصده، فلا ينبغي اعتبارعا أو العمل بها. السؤال: أنا شاب عشريني استيقظت في نهار رمضان وأنا محتلم، ولم أستطع الاغتسال حتى اليوم الموالي، فهل صيام الجنب صحيح؟ وهل أقضي ذلك اليوم؟ وهل علي كفارة؟ الجواب: صيامك صحيح لأن الغسل ليس شرطا في صحته، ولا يلزمك القضاء ولا الكفارة، ولكنك فعلت أمرا تنهد له الجبال وهو تركك للصلاة، وتركها أخطر وأعظم ذنبا من ترك الصيام. السؤال: شيخنا الفاضل، لدي وساوس واضطرابات عدة، السبب هو أنني أعاني من مرض منذ حوالي 12 سنة، وما أجده موافق لكل أعراض المس والسحر التي اقرأ عنها لحالتي، دلني صديق على شيخ معروف ومؤهل كما قال من تلمسان، قصدته فلم أجد عنده أو منه شيئا مريبا، شرحت له حالتي فقام بثقب أذني ووضع في كل منهما سلك نحاسي وربطه ثم طلب مني عدم نزعه مهما كان إلا أن ينقطع دون قصد، كما طلب مني عدم الاستحمام أو دخول الحمام أو الدوش لمدة أربعين يوما حتى أشفى، ففي الخمسة عشرة يوما الأولى لا أغتسل إطلاقا، ثم بعدها أمسح بقطعة قماش فقط، وأصر على ذلك لأشفى كما قال، وكان يوم ذهابي إليه يوم الخميس قبل رمضان، وطبقت ما قال رغم شكي ووساوسي، وصرت أصوم وأصلي وأقرأ القرآن وأذهب إلى صلاة التراويح دون غسل إلا مسحا بقطعة قماش، أرجو أن تفتيني فيما سألت في أقرب وقت، مع العلم أنني في الثالثة والعشرين من العمر، وطالب ماستر آدب. الجواب: اهذا الذي ذهبت إليه ليس راقيا بل هو مشعوذ أذله الله، وما دلك عليه ونصحك به لا يجوز لك فعله، لأنه مخالف للشرع الحنيف، لأن ثقب الأذن من التغيير لخلق الله تعالى، وإنما أجازه العلماء للنساء خاصة لأجل وضع الحلي فيها، وما نصحك به من اجتناب الغسل مخالف أيضا لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الغسل فرض لرفع الجنابة، وكذلك غسل أعضاء الوضوء فرض على المحدث إذا قام إلى الصلاة، ومسح الجسد بمنشفة لمن أراد رفع الجنابة أو الوضوء لا يجزئ، لأن الله تعالى قال: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا"، وقال: "إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ"، فأمر سبحانه بالغسل لا بالمسح، ولا يجوز لك التيمم للصلاة لأنك واجد للماء وقادر عليه، والصلوات التي صليتها بالتيمم أو بالمسح بالمنشفة كلها باطلة يجب عليك قضاؤها، بل ما أمرك به من ترك استعمال الماء ليقربك إلى الشياطين الذين يحبون الوسخ والنجاسة، والله يحب المتطهرين، والواجب عليك الآن أن تستغفر الله تعالى وتتوب إليه مما قمت به، وتنزع عنك ما ربطه في أذنك وتغتسل وتتطهر، وكان الأجدر بك أن تسأل أهل العلم قبل أن تقدم على هذا الفعل، وصديقك لم يدلك على ما فيه خيرك وصلاحك بل رماك في أحضان السحرة والعرافين المشعوذين لعنهم الله، والواجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى لأنه أرشدك إلى معصية ودلك على عمل خبيث، والواجب أيضا فضح هذا المشعوذ والتحذير منه. السؤال: المريض الذي يفطر ويفدي، هل يجوز له تأخير فدية الطعام إلى مابعد انقضاء رمضان؟ الجواب: الأفضل له أن يفدي خلال شهر رمضان، وإن أخرها ليخرجها بعده فلا مانع من ذلك. السؤال: شيخنا الفاضل، أريد ان أسألك الفتوى في شيء حيرني، لدي عادة غريبة جدا وهي مضغ الخيوط ولكن دون بلعها، هل هذا حلال أم حرام؟ وما حكمه في رمضان؟ وهل يبطل الصوم؟ علما أنني أمضغها فقط ولا أبلعها؟ الجواب: حقيقة هذه عادة غريبة، وفعل مخل بالمروءة، ولو فعلتها أمام الناس لعابوا عليك ذلك، لأنه مما يعلفه الناس ويستهجنوه، لا نستطيع أن نحرم ما تقوم به لأن التحريم لا يكون إلا بدليل، ولكن ما تقوم به شيء مكروه في الطبع والشرع، ولا يبطل الصوم ما دمت لا تبلع الخيوط، والنصيحة لك أن تقلع عن هذه العادة السيئة وأن تتخلص منها، وهو أمر سهل لمن حاسب نفسه وخالف هواه وعرف قدره فغير طباعه. السؤال: أنا أصلي بالتيمم وقد وجدت حرجا في إعادة التيمم عند القيام إلى كل ركعتين في التراويح، فهل يجزئ أن أتيمم تيمما واحدا لها؟ الجواب: إعادة التيمم واجب عند القيام إلى صلاة الفرض، أما النوافل إذا كانت متصلة فيكفي فيها تيمم واحد، كما يجزئ أن تصلي التراويح والشفع والوتر بنفس تيمم العشاء من غير إعادة. السؤال: هناك بعض الأشخاص يحجزون أمكنة داخل المسجد للجلوس فيها إذا حضروا لصلاة العشاء والتراويح، فما هو حكم من يفعل ذلك؟ الجواب: حجز الأماكن في المسجد لا يجوز، لأن المسجد وقف عام وليس ملكا لأحد، فمن حضر أولا فهو أحق بالمكان من غيره ولا يجوز أن يقام منه، ففي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لاَ يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا"، وفي الصحيحين أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا"، وهذا يقتضي أن من سبق إلى المكان كان أولى به، ولو حضروا دفعة واحدة واختلفوا اقترعوا، ويضاف إلى أسباب منع حجز الأمكنة أن فيه إيذاء الناس بتخطي الصفوف وقد قال صلى الله عليه وسلم للرجل الذي دخل إلى المسجد يوم الجمعة متأخرا فجعل يتخطى رقاب الناس: "اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْت"، وهناك سبب آخر لمنع حجز المكان وهو التضييق على المصلين إذا قاموا إلى الصلاة فيجدون حرجا أثناء وقوفهم للصلاة ويفقدون خشوعهم وإقبالهم على الله تعالى، وينبغي أن نستثني من المنع حالة وهي إذا كان المرء داخل المسجد وخرج لحاجة قريبة كالوضوء مثلا فله أن يحجز المكان وهو أحق به، لما رواه أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ"، وإن طال الوقت فلا حق له فيه.