كشفت دراسة أجراها باحثون من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن نحو تسعة من أفراد القوات الأميركية الذين قاموا بمهام قتالية في العراق وأفغانستان عانوا من حالات الاختلال العصبي الذي يلي الصدمات. ورصدت الدراسة التي نشرت أمس الثلاثاء في نشرة «بريتيش ميديكال» الطبية المرض بين 50 ألف جندي أميركي، وحسبت معدلات الإصابة بين الذين شهدوا قتالا والذين تم نشرهم للقيام بأدوار غير قتالية والذين لم يتم نشرهم. وأفادت بأن بعض الجنود أصيبوا بالمرض بعد صدمات تعرضوا لها في الحرب مثل إصابة بجروح أو مشاهدة إصابة غيرهم. وعادة ما يظهر المرض بعد شهور أو سنوات من التعرض للصدمة. وقال الباحثون إن القتال الكثيف في المناطق الحضرية الذي لا يمكن التنبؤ به والمخاطر المستمرة من انفجار قنابل على الطريق والمهام المتكررة والطويلة والمشكلات المعقدة المتعلقة بالتفريق بين العدو والحليف، قد تترك العديد من الجنود في حالة من التوتر الشديد وربما تتسبب في عواقب صحية تدوم طويلا. وسئل الجنود الذين شملتهم الدراسة أولا عن حالتهم الصحية في الفترة من 2001 إلى 2003 قبل نشرهم ثم سئلوا بعد ذلك في الفترة من 2004 إلى 2006، ووجد الباحثون أن 7,8 في المائة من الذين نشروا في مهام قتالية والذين لم يعانوا من قبل من الاضطرابات العصبية التالية للصدمة رصدت لديهم أعراض المرض أو شخصوا بأنهم يعانون منه، وذلك بالمقارنة مع 1, 2 بالمائة من القوات التي تم نشرها لكنها لم تشهد قتالا وثلاثة في المئة من الذين لم يتم نشرهم. وأوضحت الدراسة التي قادتها تيلور سميث من إدارة مركز الدفاع لبحوث صحة القوات في مركز أبحاث البحرية في سان دييغو ان أعراض الاضطراب العصبي التالي للصدمة تشمل انزعاجا، أو نوبات غضب وصعوبات في النوم ومشكلات في التركيز وحذرا شديدا وردود فعل مبالغا فيها. وأبدى بعض المشرعين الأميركيين والخبراء من الخارج قلقهم من أن وزارة الدفاع لم توفر ما يكفي لحماية الصحة النفسية للجنود العائدين من الحرب، ولكن وزارة لدفاع دافعت عن أدائها، وقال المعهد الطبي الذي يقدم النصح لصناع القرار الأميركيين في ما يتعلق بالقضايا الطبية إن بحثا آخر أشار إلى أن 6, 12 في المائة من القوات التي خدمت في العراق و2 ,6 في المائة من القوات التي خدمت في أفغانستان تعاني من المرض. مصدر الخبر: صحيفة البيان