بعد فشل وساطة السلطات المصرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل إلى هدنة طويلة الأمد وإستمرار المفاوضات مع توقف مستمر لإطلاق النار بين الجانبين ، قبل إنتهاء مهلة ال72 ساعة والتي كانت قد انتهت صباح أمس الجمعة. حثت وزارة الخارجية المصرية إسرائيل والفلسطينيين على استئناف الهدنة بقطاع غزة للسماح بعودة المفاوضات بين الطرفين، مشيرة إلى تحقيق تقدم في المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مع بقاء بعض النقاط المحدودة "محل نقاش". وعبرت الوزارة في بيان، أمس الجمعة، عن أسفها البالغ إزاء عدم الالتزام بمد وقف إطلاق النار وبدء الأعمال العسكرية مرة أخرى، وطالبت الأطراف بالارتقاء إلى مستوى مسؤولياتهم والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني، ومن ثم العودة الفورية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وباستغلال الفرصة المتاحة لاستئناف المفاوضات. وأوضحت أنه أمكن التوصل إلى اتفاق بشأن الغالبية العظمى من الموضوعات ذات الاهتمام للشعب الفلسطيني، وظلت نقاط محدودة للغاية دون حسم، الأمر الذى كان يفرض قبول تجديد وقف إطلاق النار كي يتسنى مواصلة المفاوضات للتوصل إلى توافق حولها. وكانت قد أعلنت اعلنت "سرايا القدس" (الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي) و"ألوية الناصر صلاح الدين" (الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية) عن قصف مدن وبلدات إسرائيلية بعدد من الصورايخ. وردت إسرائيل بعد إنتهاء التهدئة بحوالي ساعتين بقصف جوي من طائرات ف 16 على مناطق عدة من قطاع غزة، فيما شاركت المدفعية والزوارق الحربية في قصف مناطق شرق القطاع وغربه. من جانبها، قالت وزارة الداخلية الفلسطينية وشهود إن الطائرات الاسرائيلية استهدفت جباليا شمال القطاع اضافة إلى مدينة غزة. كما أفاد شهود لوكالة فرانس برس ان الجيش الاسرائيلي قصف بالمدفعية مواقع إلى الشرق والشمال من مدينة غزة. وأول غارة بعد 72 ساعة تهدئة، شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على أراض زراعية في منطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة، ثم غارة ثانية على شمال غزة، كما قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية شواطئ شمال غزة بقذائف عدة. ومن جانبها، فقد تبنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي قصف مدينة عسقلان الإسرائيلية ب3 صواريخ غراد. وقالت اسرائيل ان صواريخ عدة سقطت في منطقة مفتوحة في اشكول، وادعت ان منظومة "القبة الحديدية" اعترضت صواريخ في سماء مدينة عسقلان.
الوفد الفلسطيني باق في القاهرة في ذات السياق، قال سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس صباح أمس الجمعة، ان الفصائل لم توافق على تمديد التهدئة وأنها مستمرة في التفاوض في القاهرة. وقال عزام الأحمد رئيس الوفد الفلسطيني في تصريح له من فندق إقامته بالقاهرة: "الوفد الفلسطيني مستعد للبقاء في القاهرة لعدة أيام للتفاوض رغم انتهاء التهدئة". في الوقت ذاته، عقدت اجتماعات بين الوفد الفلسطيني والجانب المصري أمس الجمعة رغم إنتهاء الهدنة، من أجل البقاء على تواصل مع الجانب المصري لتحقيق مطالب الوفد الفلسطيني.