يظن سفاحو الانقلاب في مصر أن جرائمهم المقترفة في حق المصريين المسالمين ستمر دون عقاب أو أنها ستسقط بالتقادم، أو أن الناس ستنسى وأن الجراح ستضمّد، مراهنين في ذلك على الزمن وما يملكونه من قوة وجبروت لإسكات أي صوت يرتفع منددا أو فاضحا لجرائمهم سواء بالتصفية الجسدية أو المتابعة القضائية، وبما لا يتصوره إنسان ولا يخطر على بال بشر.. لكن هيهات أن ينفذ المجرم بجلده دون عقاب إن آجلا أو عاجلا.. تقرير هيومن رايس ووتش وثق لجزء من الجريمة المقترفة في حق آلاف المتظاهرين السلميين في رابعة والنهضة.. بالصوت والصورة ضبطت المنظمة الحقوقية الانقلابيين متلبسين بقتل الأبرياء ودهسهم وحرقهم وجرف جثثهم بالآليات المجنزرة.. هيومن رايتس كانت أكثر جرأة في توجيه التهمة مباشرة لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وقياداته الأمنية في الجيش والشرطة، مما يعني تمهيد الطريق للسيسي وزبانيته إلى الجنائية الدولية.. قد يتمكن السيسي ومجرموه من إبطال مفعول هذا التقرير بالتفاني في خدمة إسرائيل وعزل حماس والتحامل عليها في مفاوضات التهدئة. وقد تشفع له إسرائيل لدى هذه المنظمات وتنقذه من الجنائية الدولية، لكن التاريخ سيسجل عليه جرائم مضاعفة في حق البشرية: جرائم القتل في مصر والتواطؤ في جرائم القتل في غزة والإدانة ثابتة في الجريمتين.. وسيعلم الانقلابيون أي منقلب سينقلبون.. ولا مفر .. !