استمرت ردود فعل الطبقة السياسية الجزائرية اتجاه الأحداث الدموية التي تعرفها مصر، بعد سقوط مئات القتلى والجرحى من أنصار الرئيس المعزول محد مرسي، في مواجهات نشبت بينهم وبين قوات الأمن في العديد من الميادين التي اعتصموا فيها مطالبين بعودة الشرعية. واستنكرت حركة مجتمع السلم، ما وصفته بالمجزرة الرهيبة التي ارتكبها النظام الانقلابي الدموي في حق المتظاهرين السلميين، داعية منظمات حقوق الإنسان إلى ملاحقتهم جنائيا أمام المحاكم الدولية، معتبرة أن ما يحصل هو مؤامرة أمريكية صهيونية بتمويل خليجي يستهدف وحدة الشعب المصري وجيشه، وإرجاع فلول نظام حسني مبارك إلى الحكم. ودعت حمس في بيانها، الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والمجتمع المدني والشخصيات الفاعلة لعقد لقاء عاجل للقيام بمبادرة لمساندة الشعب المصري، مجددة تحذيرها من محاولات اختطاف القضية الفلسطينية وشيطنة مقاومتها في خضم الأحداث الجارية، مطالبة بفتح عاجل لمعبر رفح. من جهتها، أكدت جبهة العدالة والتنمية، أن الفظائع التي شهدتها مصر "تغرق البلاد في أجواء من اللا أمن واللا استقرار التي تطمس دورها القيادي في المنطقة وتبدد دماء شهداء ثورة 25 يناير، والتي لا تصب إلا في خدمة مصلحة اسرائيل". واتهم بيان الجبهة الذي وقعه رئيسها الشيخ عبد الله جاب الله، تلقت "البلاد" نسخة منه، الفريق عبد الفتاح السيسي وما وصفها بقوى التغريب وحلفائهم بوضع مصر على طريق القتل وانتهاك الحرمات، ومصادرة الحريات وتكميم الأفواه ونشر الفساد والاستبداد، مما يفتح المجال أمام الكثير من التساؤلات حول مستقبل مصر، لكن بيان جبهة العدالة والتنمية، أكد مراهنته على الشعب المصري "الذي رأى كذب السيسي و أوليائه من العلمانيين الذي لن يرضخ لهؤلاء المستبدين". ودعت الجبهة الشعب المصري، إلى مقاومة الانقلاب العسكري عبر التظاهرات الشعبية التي استمرت خلال شهر كامل، معبرة عن تضامنها مع الشعب المصري، ومطالبة السلطات الجزائرية إلى دعم الشرعية والتنديد بالانقلاب وسياساته. من جهتها أدانت جبهة الجزائر الجديد في بيان وقعه أحمد بن عبد السلام، المجازر الدامية التي يرتكبها النظام المصري الحالي ضد المتظاهرين المدنيين العزل، داعية إلى وقفها فورا، والدخول في حوار وطني مع احترام حق المواطنين المصريين في التظاهر السلمي. وناشدت الجبهة من وصفتهم بشرفاء مصر والأمة، لبذل الجهود المطلوبة والمساعي الحثيثة لوقف هذا الانزلاق الأخير، ودعت أنصار الرئيس المعزول إلى الصبر والحكمة من أجل أمن مصر وسلامتها. وفي ختام بيان جبهة الجزائر الجديد، دعت كل الأطراف في مصر إلى أخذ العبرة مما حصل في الجزائر، التي دخلت في فتنة لم ينج من تبعاتها الدموية أي طرف.