كشف أول أمس، بنك سوسيتي جنرال، ثاني أكبر بنك مسجل في فرنسا، عن عملية احتيال قام بها أحد المتعاملين فيه كبدته خسائر قدرها 4,9 مليارات يورو، (نحو7,1 مليارات دولار)، مبرزا بإنه سيسعى نتيجة لذلك إلى الحصول على سيولة عاجلة، وهو الخبر الذي هز الأسواق المالية العالمية وجاء على آخر ما تبقى من ثقة في النظام البنكي الغربي بحسب ما أجمع عليه أمس خبراء في لندن. وإذا تأكدت عملية الاحتيال فستكون الخسائر هي الأكبر في تاريخ المؤسسات المالية التي يسببها متعامل واحد وتتجاوز كثيرا خسائر قدرها 2,6 مليار دولار تكبدتها مؤسسة "سوميتوم وكورب" اليابانية بسبب المتعامل في عقود النحاس ياسو هاماناكا، وخسائر قدرها 1,4 مليار دولار ألحقها المتعامل نيك ليسون ببنك "بارينغز" البريطاني وذلك خلال التسعينيات من القرن الماضي. كما يتجاوز هذا الاحتيال خسائر بلغت 6 مليارات دولار تعرض لها صندوق "امارانث" بسبب المتعامل بريان هنتر وفريقه قبل انهيار الصندوق في العام 2006. ولمواجهة الكارثة، أعلن "سوسيتي جنرال"، عن خطة عاجلة لجمع 5,5 مليارات يورو من خلال زيادة رأس المال لدعم موازنته العمومية التي تعاني بدورها من تأثير أزمة الائتمان العالمية. وأكد اول أمس، الرئيس المدير العام للبنك الفرنسي، "سوسيتي جنرال"، دانيال بوتون، لزبنائه أن الوضعية المالية لبنكه "قد عادت إلى طبيعتها" بعد الإعلان عن الخسائر الكبيرة التي نجمت عن عملية الاختلاس وعن أزمة القروض الرهنية في الولاياتالمتحدة. وقال خبراء ماليون أنها أخطر ضربة توجه لصناعة المصارف العالمية التي تعاني أصلا من مخلفات أزمة الرهن العقاري في الولاياتالمتحدة، حيث أوضح المحللون أنه "لا يمكن أن تعلن فجأة بين يوم وليلة خسارة 7 مليارات دولار". وقال سوسيتي جنرال إنه بدأ إجراءات قانونية ضد المتسبب في العملية وهو أحد موظفي البنك وهو مختص في المعلوماتية ويعده زملاؤه عبقريا في مجال تخصصه، حيث لا يتعدى سنه 31 سنة، ويعمل في العقود الآجلة على مؤشرات أسواق الأسهم الأوروبية. ويتواجد سوسيتي جنرال في 77 دولة منها الجزائر ويشغل 120 ألف موظف، ولن تمس الخسارة التي تعرض لها البنك أيا من زبائنه على الصعيد العالمي. عبد الوهاب بوكروح