جاءت الجزائر ضمن السبعة الدول الأخيرة السيئة السمعة في العالم، بحسب استطلاع أجرته مؤسسة "ريبيوتيشن أنستيتيوت" الأمريكية بالتعاون مع مجلة "فوربس"، حول سمعة 50 بلداً في العالم. وحلت الجزائر في المراتب السبعة الأخيرة في التصنيف إلى جانب كل من كازاخستان، الصين، روسيا، نيجيريا، باكستان وإيران، هذه الأخيرة هي الأضعف سمعة في العالم. ولم تسلم باقي الدول العربية من هذا الاستطلاع الذي أدرج 5 دول عربية وصفها بأنها ذات سمعة ضعيفة وهي قطر، الإمارات، مصر، الكويت والسعودية. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن أفضل البلدان سمعة في العالم هي سويسرا التي احتلت المرتبة الأولى، وجاءت كندا في المركز الثاني، تلتهما السويد في المركز الثالث، ثم فنلندا في المرتبة الرابعة، وأستراليا في المركز الخامس، النرويج في المركز السادس، الدانمارك سابعا، نيوزيلندا ثامنا، ثم هولندا تاسعا، وأخيراً في المرتبة العاشرة ألمانيا. واعتمد الاستطلاع على معايير ثلاثة لدى تصنيف البلدان وهي: أولا "جودة الحياة في الدولة، ويقصد بها البيئة الجذابة، ويندرج تحتها الشعب الودود، والبلد الجميل، والبلد الممتع، وطراز الحياة الجذاب"، ثانيا "جودة مؤسساتها، ويقصد بها الحكومة الفعالة، وتندرج تحتها البيئة الآمنة، والبلد الأخلاقي، والمساهمة المسؤولة في المجتمع الدولي، والسياسات الاقتصادية والاجتماعية المتطورة، وكفاءة الحكومة، والتشغيل بكفاءة، والبيئة المشجّعة للتجارة"، أما المعيار الثالث فيتعلق ب"مستوى التطور، ويقصد به الاقتصاد المتقدم، وتندرج تحته الجودة العالية للمنتجات والخدمات، والمساهمة في الثقافة العالمية، وثقافة الشعب ومصداقيته، والعلامات التجارية المعروفة، وتعليم القيم، والتقدم التكنولوجي". ويتم تصنيف الدول ذات السمعة القوية - بحسب المصدر- بناء على حصولها على نقاط إيجابية في هذه المعايير الثلاثة، بينما يتراوح تصنيف سمعة الدول من قوية إلى سيئة، مرورا بالضعيفة. والغريب في الاستطلاع أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن ضمن الدول العشرة الأولى في تصنيف الدول الأفضل سمعة رغم أن مؤسسة "ريبيوتيشن أنستيتيوت" أمريكية. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد وجهت في العديد من المرات تحذيرات إلى مواطنيها نصحتهم فيها بتجنب السفر إلى بعض البلدان من بينها الجزائر بحجة وجود تهديدات إرهابية وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في هذه الدول. وردت الجزائر على التحذيرات الأمريكية المدرجة في الوثيقة المعروفة باسم "التحذير من السفر" التي نشرها مكتب الشؤون القنصلية لكتابة الدولة الأمريكية بتاريخ 13 أوت 2014، بمثابة "لا حدث" وقال إنها "غير مؤسسة وبعيدة عن الحقائق". وقبلها أصدرت الخارجية الأمريكية يوم 4 جويلية الفارط تحذيرا زعمت فيه أن هناك اعتداء إرهابيا وشيكا بمناسبة العيدين الوطنيين الأمريكي والجزائري (4 جويلية للولايات المتحدة و5 جويلية عيد الاستقلال في الجزائر)، يستهدفان فندقين يحملان العلامة الأمريكية، لكن لا شيء من ذلك حدث. وتساءل وقتها الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، عبد العزيز بن علي الشريف، عن "عادة اللجوء إلى صيغ نمطية لا زالت تطبق على الجزائر حتى وإن كانت الجزائر من وجهة النظر الإستراتيجية قد تغلبت على الإرهاب وأصبحت منذ وقت طويل من الفاعلين الأساسيين في التعاون لمكافحة الإرهاب في العالم”، وهو انتقاد لاستمرار واشنطن في إصدار مثل هذه التحذيرات المجانية التي تساهم بشكل أو بآخر في المساس بصورة الجزائر. وقد أثارت هذه التحذيرات حفيظة خبراء أمن جزائريين ومتابعين للشأن الأمني، وذكروا أنها تحذيرات "غير مبررة" واعتبروها "تحذيرات مبالغا فيها وتستهدف سمعة الجزائر"، لأن فيها "احتقار للجزائر، خاصة وأن الجزائر تربطها اتفاقات تعاون أمني كثيرة مع الشريك الأمريكي وفي العلاقات الدولية القائمة على الاحترام". وقال الخبراء – وقتها - إن هناك إزدواجية في الخطاب الأمريكي إزاء الملف الأمني ومكافحة الإرهاب في منطقة شمال إفريقيا والجزائر على وجه الخصوص، حيث تتعامل السلطات الأمريكية "تتعامل بمكيالين مع الجزائر، فهي تتحدث خلال زيارة مسؤوليها للجزائر عن أن هذا البلد حليف هام لها في مكافحة الإرهاب، وتشيد بتجربتها في هذا المجال، وبالمقابل هي تعمل على تشويه صورتها وسمعتها من خلال الإيحاء بأنها بلد غير مستقر ويعاني من الإرهاب، والهدف من ذلك هو تخويف المستثمرين من القدوم للجزائر".