عاد الهدوء ليخيّم أمس، على الحدود الجزائريةالتونسية، عقب الاحتجاجات الكبيرة التي اندلعت بعد قيام سكان الحدود وأصحاب السيارات والشاحنات بغلق معبري العيون وأم الطبول بالطارف وبتيتة بولاية تبسة، ومنع حركة الدخول والخروج من تونس. لغاية مساء أمس، لم تسجل أي حوادث خطيرة عبر هاته المعابر، بالرغم من التهديدات التي أطلقها المحتجون بالطارف بخصوص الغلق النهائي، كما هدّد المحتجون في تسبة باحتجاجات كبيرة يوم الخميس القادم، ما مكن المئات من العائلات والأشخاص من العودة إلى ديارهم، وآخرين بالدخول إلى تونس، في وقت واصل فيه غالبية أصحاب الشاحنات المقطورة مكوثهم بمركز العيون، رافضين الدخول إلى التراب التونسي، ودفع الضريبة الجديدة. وعلم من مصادر موثوقة شروع السلطات الجزائريةوالتونسية في مشاورات بخصوص هذا الملف، خصوصا بعد التقارير الأمنية التي رفعت إلى السلطات الجزائرية، بخصوص خطورة الوضع بالولايات الحدودية مع تونس. وينتظر أن تعيد السلطات التونسية النظر في قيمة الضريبة أو على الأقل تخفيضها، وهو الأمر الذي عبّر غالبية المحتجين بالطارف يوم أمس عن رفضهم المطلق له، مطالبين بالإلغاء التام للضريبة، أو فرض مبدأ المعاملة بالمثل. من جهة أخرى، أكدت ذات المصادر تلقي السلطات الأمنية بالطارف وتبسة وسوق أهراس لتعليمات صارمة بخصوص التعامل مع المحتجين على الضريبة التونسية، والعمل على تهدئة الوضع حفاظا على العلاقات المتميزة مع تونس، وهي التعليمات التي تكون قد صدرت عقب التهديدات التي أطلقها أول أمس المحتجون بمعبر أم الطبول في حال عدم تدخل السلطات الجزائرية لإلغاء الضريبة أو فرض ما يقابلها على التونسيين المتوافدين إلى الجزائر، وبلوغ الاحتجاج في ولاية تبسة التهديد بمنع التونسيين نهائيا من دخول الجزائر، خاصة أن الكثير من التبسيين لهم علاقات عائلية تجبرهم على دخول تونس مرة كل شهر.