تمكن المهرجان السادس للأوركسترا السيمفونية في سهرته الختامية من تسجيل مشهد آخر يضاف إلى المشاهد النادرة التي وقفت عليها الشروق منذ انطلاقة التظاهرة، حيث أصر الجمهور على الدخول رغم امتلاء القاعة، وظل يتابع فقرات البرنامج الثري الذي اختارته المحافظة واقفا.. العرض لم يكن مسرحيا ولا غنائيا وإنما كان حفلا للموسيقى الكلاسيكية. البرنامج الذي كرم موزار وفيردي وتشيكوفسكي وقدمته أوركسترا دولية بقيادة كل من المايسترو السويدي ماتس روندان والمايسترو الجزائري أمين قويدر مع إمضاء مشاركة مميزة للثنائي جمال غازي وتلميذه عادل سحنون. أما فيليب كوش والسوبرانو إميليا جاكوبسون وجيركي نيسكانن فكانوا مفاجاة العرض الإختتامي. وكان التوافد الكبير للرعايا الصينيين في الجزائر في السهرة ما قبل اختتام المهرجان الدولي السادس للأوركسترا السيمفونية قد أثار انتباه الحاضرين في ساحة بورسعيد. إصرار على الدخول ومشاهدة الفقرة الموسيقية للاوركسترا الصينية بأي ثمن كان شعارهم. وأكدت مصادر للشروق أنهم اقتنوا حوالي 500 تذكرة من مجموع 750 هي طاقة استيعاب المسرح الوطني محي الدين بشطارزي. التقت الشروق على هامش الحفل الختامي الموسيقار صافي بوتلة الذي عبر عن مدى إعجابه بمستوى أداء الأوركسترا الجزائرية ورباعي اليابان "حضرت اغلب أمسيات المهرجان السادس الموسيقية كلها كمتفرج وكموسيقي أيضا، لن نحظى دائما بفرصة مشاهدة كل هذه الأوركسترا من مختلف دول العالم. المهرجان نافذة مهمة على العالم، لأن الموسيقى الكلاسيكية هي معيار تقدم المجتمعات". واقترح بوتلة في معرض حديثه أن تخصص في الطبعات القادمة فقرات خاصة بالشباب لتقريب هذا الفن منهم وتكوين جمهور شاب، وأضاف "أعجبتني الأوركسترا الوطنية السيمفونية في حفل الافتتاح، كانت موفقة لأبعد مدى، وكذلك موسيقيي اليابان، احترافية وتقنية وتناغم مميز. من المهم أن يقصد الناس الأوركسترا السيمفونية لتعلم فن الإصغاء". وكان المايسترو المصري ناجي ناير قد أثنى في لقاء مع الشروق على الجانب التنظيمي للمهرجان الذي يعرف حسبه تطورا مهما وإضافة للوطن العربي. وانطلاقا من تجربته في كل الطبعات السابقة لا يجد الآن أي اختلاف بين مستوى مهرجان الجزائر ومستوى المهرجانات الأخرى. وقال في لقاء مع الشروق "منذ حضوري إلى الجزائر، لاحظت إقبال الجمهور على الموسيقى السيمفونية، وأنا سعيد جدا، لأنني هذه المرة شاركت في الجزائر من خلال أوركسترا مكتبة الإسكندرية بعد أن قدت الأوركسترا الجزائرية في تجارب سابقة بشكل فردي". "أظن أن الموسيقى الكلاسيكية ليست فقط أوروبية، لأنها فيما بعد أصبحت لغة عالمية. والجدير بالاهتمام في الجزائر هو تركيز الأوركسترا في كل مرة على عزف مؤلفات موسيقية جزائرية وبدوري قدمت مؤلفات لراجح داود بهدف برمجتها مع موسيقى بيتهوفن وفيردي وتشيكوفسكي".