يروي عمي السعيد حارس مدرسة إبتدائية للشروق اليومي، تفاصيل تنفيذ العملية الإنتحارية بالثنية .. تجاوز عمره الستين سنة، وكان لحظة انفجار السيارة متواجدا بالمكان، حمل بيديه جثة الضحية الشرطي .. وأشلاء الإنتحاري أيضا. * أين كنت قبل انفجار السيارة المفخخة وكيف كان المكان؟ ** أعمل كحارس وهذه مهمتي حيث كنت مستيقضا لحظتها وبدا المكان هادئا جدا، كان البرد شديدا، وكان أغلب الناس نياما الا صاحب المخبزة و"الخفافجي التونسي" ومقهى "قوتي". * قبل أن تنفجر السيارة ماذا حدث؟ ** لم أسمع صوت السيارة أبدا ما يعني أنها كانت صغيرة وجديدة أيضا لكني رأيت أفراد الشرطة وهم يطلقون الرصاص بقوة لحظات مطولة، وشد انتباهي صوت الرصاص لأقترب أكثر من مقر الشرطة القضائية. * وكيف انفجرت السيارة وهل حاول أفراد الشرطة إيقافها؟ ** نعم حاولا إيقافها لأنها دخلت إلى رواق ممنوع ومغلق وكان أفراد الشرطة يحاولون إيقافها بالرصاص وبدأت تحدث صوتا رهيبا قبل أن تنفجر. * يعني أنك شاهدت ملامح الإنتحاري ورأيت السيارة؟ ** كان لون السيارة أبيضا وكانت جديدة لكنني لم أستطع مشاهدة ترقيمها وكانت من نوع سيارة تجارية، لكني لم ألمح الإنتحاري ولم أشاهده، الظلام كان يخيم على المكان وكان منبهرا برؤية ضوء الرصاص قبل أن يفاجئني صوت الإنفجار المهول، كان المكان يضم أكثر من 10 أفراد من الشرطة. * ماذا حدث بعد الإنفجار؟ ** بسرعة اتجهت إلى مكان الإنفجار وجدت أحد الضحايا جثةفح ممة ونقلته بيداي، كان أفراد الشرطة يسعفون بعضهم بعضا، عدد الجرحى من الشرطة كان أكثر من المدنيين، ارتبكت وخفت وحاولت الرجوع إلى الخلف خوفا من انفجار سيارة مفخخة أخرى، لكني في النهاية قلت إنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. * كيف كان الجو بعد العملية؟ ** نقلت بيداي جثة الشرطي محمد وبيداي أيضا نقلت أشلاء الشخص الإنتحاري. * كيف كان الموقف وأنت تحمل أشلاء الإنتحاري؟ ** تطايرت أشلاؤه إلى حد المدرسة ونقلت لحما وعظاما وبيداي أمسكت مقود السيارة، كانت تلتصق به أصابع الإنتحاري، وهي ملتصقة كان المنظر مخيفا .. (نقاطعه .. هل كانت أصابع امرأة .. ) كانت مفحمة سوداء، أخبرني رجال الأمن بالإسراع في نقلها قبل أن يتوافد بقية المواطنين. حاوراه : فضيلة مختاري/إدريس