الإنتحاري كان يقود سيارة "تويوتا هليكس" أوقفها 3 أفراد من الشرطة * السيارة تحمل ترقيم 2006 ورمز ولاية البويرة ولونها أبيض. * الإنتحاري كان مسرعا وتجاوز سيارة من نوع "بارتنار". في تمام الساعة السادسة والنصف جاءت سيارة من نوع "تويوتا هليكس" كانت تتبعها سيارة من نوع "بارتنار" قبل أن تتوقف هذه الأخيرة بعد محاولة السيارة الأولى تجاوزها، فيما دخلت هذه الأخيرة بسرعة إلى منطقة تواجد مقر الأمن الحضري قبل أن يوقفها 03 عناصر من أفراد الأمن والذين اقتربوا من السيارة .. لحظات لا أكثر انفجرت السيارة وتبعها صوت الرصاص لأكثر من دقيقتين .. هذه الرواية هي الأقرب مما استطاعت الشروق اليومي الحصول عليه وفق مصادر متطابقة. كان يعتقد في البداية أن نوع السيارة التي انفجرت تتعلق بسيارة البلدية التي سرقت من طرف جماعة إرهابية قبل أن يتأكد بأن السيارة هي من نوع "تويوتا هليكس" بيضاء اللون تحمل ترقيم 2006 ورقم 10 وهو رمز ولاية البويرة، السيارة المفخخة لم تكن مغطاة، كان على متنها انتحاري قدم بها مسرعا في طريق كانت خالية من حركة المرور كونها تزامنت والساعة الأولى من صبيحة أمس، وحاول الإنتحاري دخول منطقة يتواجد بها مقر الأمن الحضري. وعلى مرمى حجر من مقر بلدية الناصرية غير بعيد عن مقر كتيبة الدرك الوطني، ومحطة الحافلات لنقل المسافرين، ومركز البريد في المنطقة، دوى انفجار هائل سمع دويه من على بعد مسافة 200 متر. فيما تقول رواية أخرى أن الإنتحاري دخل بسيارته متجها إلى مقر الدرك الوطني لكنه فوجئ بطريق مسدود ظل فيه أعوان الشرطة التابعين لمقر الأمن الحضري يصرخون "حبس .. حبس ..حبس" ثلاث مرات، ثم اقتربوا منه لتنفجر السيارة فورا دون تمكن الإنتحاري من التوغل بها داخل مقر الأمن الحضري، وهي رواية شهود عيان ممن نجوا بأعجوبة من الموت، كانوا لحظة وقوع الإنفجار في مقهى عمي السعيد. وفور وقوع الإنفجار هب المواطنون لنقل المصابين وأغلبهم ممن كانوا في مقهى عمي السعيد المقابل لمقر الأمن، ويقابله في إتجاه معاكس مقهى "موساوي" الذي انهار عن آخره، وأصيب العامل الذي كان يعمل في داخله، وروى للشروق أن الجو كان مظلما كما أن الضباب كان يعم منطقة الناصرية في الصبيحة، حتى انه صعب علينا رؤية ترقيم معظم السيارات. الشاهد رضوان يروي "للشروق" تفاصيل ملامح الإنتحاري وجو العملية الإنتحاري كان في العقد الرابع من عمره .. شاهدته .. كان على متن سيارة من نوع "تويوتا هلكسي" .. استغربت لسرعته الفائقة تحت الضباب وفي الظلام، حتى إني أدرت برأسي صوبه لأعرف إلى أين يتجه ... بدت ملامحه سمراء. هذه رواية واحد ممن نجوا بأعجوبة من تفجير الناصرية، يروي للشروق تفاصيل حالة الإنتحاري. - محلك يجاور مقر الأمن الحضري، كنت تهم بفتحه .. كم كانت الساعة؟ خرجت من بيتي في تمام الساعة السادسة صباحا .. السادسة والنصف كنت هنا قبل أن أتذكر أني نسيت المفاتيح، قررت العودة إلى البيت لإحضارها. - كيف كانت طبيعة الجو؟ الظلام كان يخيم على المكان ولم يكن هناك غير مقهى عمي السعيد وبعض الأشخاص المتعودين على شرب القهوة، بالإضافة إلى مقهى موساوي لبيع بعض الحلويات والقهوة، كان سائقون يهمون بتسخين محركات حافلات نقل المسافرين، لكنهم تأخروا قليلا بفعل الضباب الشديد الذي كان يخيم على الناصرية. - كيف بدت سيارة الإنتحاري وهل شاهدت ملامحه؟ كنت أمشي بطريقة عادية قبل أن أرى قدوم سيارة من غابة أبوا عاصمة في سرعة جنونية، استغربت كون أن الطريق خالية من السيارات حتى أن السيارة من نوع "تويوتا هليكس" بيضاء اللون، تجاوزت سيارة من نوع "بارتنار" ثم أدار الإتجاه نحو مقر الأمن الحضري .. توقفت سيارة "بارتنار" بالقرب من مقهى عمي السعيد، ربما لشرب القهوة، تابعت بأنظاري السيارة المسرعة لأسمع صوت أفراد الشرطة "حبس .. حبس .. حبس" ثلاث مرات ثم اقتربوا من السيارة التي انفجرت .. لحظتها لم أشعر بأي شيء سوى أن قدماي لم تستطعا حملي. لم يكن الانتحاري مرتبكا في قيادة السيارة، بدا وكأنه يعرف جيدا وجهته، حتى أنه أدار السيارة باتجاه واحد قبل ان يحاول أفراد الشرطة إيقافه، ولم أشاهده أبدا يقود السيارة باتجاه مقر الدرك الوطني، بل إن وجهته كانت واضحة .. الأمن الحضري .. حفظت لون السيارة وشكلها لكني لم أنتبه لملامحه كان الضباب يخيم على المكان وكان الحال مظلما .. الساعة كانت تشير إلى السادسة والنصف لحظة تتبعي للتفاصيل .. نظرت في وجهه، كانت ملامحه سمراء، لكن كنت فقط أحاول تتبع شكل السيارة المسرعة. - هل أطلق عناصر الأمن الرصاص على الإنتحاري قبل أن تنفجر السيارة؟ لا، لم أسمع صوت الرصاص، فقط مناداتهم عليه بإيقاف السيارة .. وبعد الإنفجار بدقيقتين سمعت صوت الرصاص الذي استمر لحوالي خمس دقائق .. كانت حالة أشبه بالطوارئ. - كيف سارعت الحماية المدنية إلى عين المكان وكذا أجهزة الأمن؟ كنت مصابا، وفي نفس الوقت خائفا، مرتبكا، فجأة لمحت كل شيء، درك، شرطة، إسعاف، حماية مدنية، لكن في الدقائق الأولى كان المواطنون ينقلون بسياراتهم المصابين. - بعد العملية، كيف كان المكان؟ انتابني شعور بالدوار .. كانت الناصرية تغرق في الرماد، شاهدت جثث أفراد الشرطة، كانوا 03 عناصر ممن اقتربوا من سيارة الإنتحاري، قتلوا فورا .. ورفعت بصري صوب مقهى عمي السعيد، كان هو الآخر انهار عن آخره .. عرفت أنها عملية انتحارية .. بدأ الناس يستيقظون ويهمون إلى المكان حتى أن من المواطنين من نقلوا بسياراتهم المصابين إلى المستشفيات. فضيلة مختاري / إدريس