تربع المنتخب المصري الرائع على عرش الكرة الإفريقية حيث تمكن الفراعنة بقيادة المدرب الفذ حسن شحاتة بعد 94 دقيقة من قهر كبرياء الكمرونيين في المقابلة النهائية للطبعة ال26 لكأس إفريقيا للأمم 2008 التي احتضنتها العاصمة الغانية آكرا. بعد بلوغها قمة الإثارة و الجهد المضني انتهت المقابلة النهائية لكأس إفريقيا للأمم 2008 بتتويج فريق ما فتئ يبرز و يحرز أشواطا كبيرة و يلعب بطريقة ممتازة. و بتحليهم بروح قتالية عالية و فنيات متميزة مع توخي الهدوء و استشعار ثقل المهمة الملقاة على عاتقهم سيطر المصريون على كافة أطوار المباراة فروضوا "الأسود الجموحة" في لقاء أكد هيمنة الكرة المصرية قاريا. أما و قد أطلق الحكم الطوغولي الممتاز كوجا كوفي صفارة النهاية حق للمصريين الخلود للراحة لقاء الجهود المضنية التي طالما بذلوها خلال مباريات كأس إفريقيا للأمم 2008 و استرجاع أنفاسهم بعد أن صمدوا أمام الضغط الرهيب الذي فرضه عليهم سامويل إيتو و زملاؤه سيما أثناء الدقائق الأخيرة من المواجهة. مصر تسجل و تسحق الكامرون و في الوقت الذي زارت فيه القذفة الصاروخية للاعب ابو تريكة شباك الخصم بعد ضغط كبير من زميله زيدان على اللاعب الكامروني سونغ قبل دقائق من نهاية اللقاء بدأت الحسرة الكبيرة تعلو ملامح مقعد احتياط "الأسود الجموحة". و في ذاك الوقت بالذات و بعد توجيهه إشارات و حركات تجاه الحكم لم يجد المدرب الكامروني أتو بفيستر بدا من العودة إلى مكانه على مقعد الإحتياط واضعا يده على رأسه فهنالك بدا الفريق الكامروني مخذولا مثل الفريسة التي تنتظر الضربة القاضية. اما في المدرجات التي انطوت صامتة فجأة فقد كان الجمهور غفيرا و من ضمنهم على وجه الخصوص الشخصيات البارزة لعالم الرياضة من مسؤولي الفدرالية الدولية لكرة القدم و الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم و الشخصيات الإفريقية الرياضية بل حتى كاتب الدولة الفرنسي للرياضة برنار لابورت. و في الميدان فقد استسلم الأسود إلى الأمر الواقع بعدما ضيع اللاعب سونغ رأسية في الوهلة الأخيرة من المباراة متيحا للحارس المصري البارع الحضري الوقت للذهاب لاسترجاع الكرة في هدوء تام. و في الوقت الذي كان هداف الدورة سامويل إيتو يمسك بفخذه و هو يتألم فقد بات حينئذ من المؤكد أن الأمر قد حسم بالنسبة للفريق الكاميروني و مدربه بفيستر الذي لم يعد قادرا من كرسي البدلاء على إيجاد منفذ من شبكة العنكبوت التي حاكها له نظيره المصري حسن شحاتة الذي ترعرع في عالم الكرة على ضفاف النيل الساحرة. المصريون في هدوء تام يلتهمون الأسود أخيرا في ملعب مكتظ عن آخره بألوان صفراء و خضراء اجتمع مناصرو الفريقين فضلا عن الغانيين و المصريين الذين سبق لهم و أن أطاحوا بالكامرونيين في القاهرة في نهائي الطبعة السابقة. و على عكس جميع توقعات المراهنين تمكن الحضري رجل...غانا من الوقوف سدا منيعا لمرماه ليجد بذلك كل من "حسن و أبو تريكة" في ظرف 90 دقيقة الحل لالتهام أسود الكاميرون الذين تلاشوا على وقع الخطة التكتيكية التي طبقها الفراعنة. وعلى هذا يمكن لكل من رئيس الاتحادية الدولية لكرة القدم السيد سيب بلاتير و عيسى حياتو رئيس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم أن يقولوا بملء فيهم أن دورة 2008 لكأس إفريقيا للأمم كانت ناجحة على كل الأصعدة و أن كرة القدم الإفريقية لم تفقد روحها و أنها لازالت استعراضية و ناجعة بكل المقاييس. لقد كانت كأس إفريقيا للأمم 2008 مليئة بالمشاهد أما المصريون فقد بلغوا قمة "الهرم" بتتويج سادس فأهلا لواندا 2010. (وأج)