فتحت المديرية العامة للأمن الوطني تحقيقا في قضية انتحار شاب موقوف حرقا بزنزانة الشرطة بباب الواد، وتم توقيف الأفراد العاملين المكلفين بالحراسة تحفظيا كإجراء أولي لتحديد المسؤوليات وتسليط الضوء على هذه الحادثة المأسوية. وكان الضحية قد أضرم النار في الغطاء الصوفي الموجود داخل الزنزانة، لتمتد ألسنة النيران إلى جسده ويتوفى قبل وصوله إلى مستشفى الدويرة، متأثرا بحروق من الدرجة الثالثة حيث تحول إلى جثة متفحمة، وسجلت مصادر قريبة من التحقيق تأخر تدخل أفراد الأمن حيث كانت النيران قد امتدت إلى جدران الزنزانة الواقعة في الطابق الأرضي من مقر أمن دائرة باب الواد مع إتلاف السرير والأفرشة، وتدخل أفراد الشرطة عندما سجلوا امتداد الدخان. ويؤكد ابن عم الضحية في روايته ل "الشروق" أن الشاب قري اعمر بن موسى كان يتنقل من مقر مسقط رأسه بولاية برج بوعريرج إلى مسكن ابن عمه بالرغاية شرق العاصمة لتلقي العلاج، كونه يعاني من وجود الحصى بالكلى، وذلك على مستوى مستشفى مصطفى باشا، كما كان يعاني من اضطربات عصبية ويخضع للمتابعة بمستشفى الأمراض العقلية فرانز فانون بالبليدة "وكان يستهلك أقراصا مهدئة، لكن بترخيص من طبيبه المعالج". وتم توقيف الشاب على مستوى شاطئ كتاني الذي كان كثير التردد عليه، حيث كانت بحوزته كمية من الأقراص المهدئة ليتم تحويله على مركز الشرطة، ويضيف ابن عمه المقيم بالعاصمة: "كانت الساعة قد تجاوزت السادسة مساء ذلك اليوم عندما اتصل بي هاتفيا لإبلاغي بتوقيفه، وفعلا تنقلت إلى مقر الأمن لأؤكد للمحققين أنه يعالج فعلا في مصحة فرانز فانون بالبليدة ويتناول الأدوية بترخيص من طبيبه"، ليطلب منه المشرف على التحقيق العودة في صبيحة الغد لإحالته على وكيل الجمهورية. ويلاحظ قريب الضحية أنه كانت بحوزته علبة سجائر عند تواجده بالزنزانة "وطلب من الشرطي إشعال سيجارة وكان له ذلك"، وتم تقديمه في اليوم الموالي لوكيل الجمهورية الذي أمر بتحويله للعلاج في مصحة، ويضيف السيد قري أنه كان حاضرا مع ابن عمه يومها ليطلب منه المحققون إحضار الدفتر الصحي الذي يؤكد متابعته للعلاج، ليضطر للتنقل إلى غاية ولاية البرج مسقط رأسه، لإحضاره في صبيحة اليوم الموالي: "لكن يومها لم يتم إبلاغي بوفاته، وقيل لي فقط إنه ارتكب مشكلة كبيرة"، مؤكدا إدراكه أنه كان في حالة هيجان لعدم تناوله الأدوية، كما أنه كان غاضبا من إسقاط حقه في السكن بعد منحه شقة في مسقط رأسه. وكان يجب تنقله لتسوية الوضعية، لكني تلقيت مكالمة هاتفية من شرطة باب الواد لإبلاغي بوفاته رسميا"، مشيرا إلى أن اعمر توفي على الساعة السادسة و35 دقيقة بمستشفى الدويرة، ليطالب باسم عائلة الضحية بفتح تحقيق للكشف عن ظروف انتحار الشاب، خاصة وأنه كان يمكن أن يصاب بحروق طفيفة وإنقاذه قبل تفحم جثته بعد تأخر التدخل. نائلة. ب