توفي منتصف الأسبوع الماضي، شاب في العشرين من عمره، متأثرا بحروق من الدرجة الثالثة بمستشفى "مايو" بباب الواد، بعد إقدامه على إضرام النار في نفسه خلال تواجده تحت النظر بزنزانة بأمن دائرة باب الواد، وقد فتحت النيابة على مستوى محكمة باب الواد تحقيقا لتحديد ملابسات الحادث المأساوي. وتفيد معلومات "الشروق اليومي"، أن الشاب الذي يتجاوز عمره 28 عاما مسبوق في قضايا استهلاك المخدرات، تم توقيفه من طرف أفراد الشرطة لوجوده في حالة إدمان متقدمة، وكان تحت تأثير مخدرات بضواحي شاطىء "الكيتاني"، وبعد التحقيق الأمني معه، تمت إحالته على وكيل الجمهورية لدى محكمة باب الواد، الذي أمر بتحويله للعلاج في مصحة خاصة. ويندرج هذا الإجراء في إطار التدابير التي اتخذتها مصالح وزارة العدل التي تفيد بتحويل الموقوفين في قضايا مخدرات للعلاج من الإدمان وليس إيداعهم الحبس. وأضافت مصادرنا أن أفراد الشرطة، قاموا بعدها بنقل الشاب مجددا إلى مركز الأمن ووضعه تحت النظر في الزنزانة، ليطلب من أحد أفراد الأمن إعطاءه ولاعة لإشعال سيجارة، وهو ما كان له ليقوم الشاب، الذي لم يكن في حالة وعي وقام بنزع ملابسه، بإضرام النار في الغطاء الصوفي الموجود في الزنزانة قبل أن تمتد ألسنة النيران بسرعة إلى القاعة، وتعرض الشاب لإصابات بليغة وحروق من الدرجة الثالثة، ولفظ أنفاسه عند نقله إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى "مايو" بباب الواد. ولم تتسرب معلومات بشأن هذه القضية، لكن مصدرا أمنيا، على صلة بالقضية، أشار إلى أنه تم وضع الشاب تحت النظر نظرا لحالته "ولم يكن ممكنا الإفراج عنه" وتمت الاستجابة لطلبه لتهدئته. وتحفظت عائلة الضحية عن الإدلاء بأي تصريح للصحافة، في انتظار نتائج التحقيق الذي تم فتحه مباشرة لتحدد ظروف الحادث والمسؤوليات، خاصة وأنه كان يفترض إبلاغ عائلته لنقله للعلاج في مصحة، لتقع المسؤولية عليها لاحقا. واتصلنا طيلة نهار أمس، بأمن دائرة باب الواد، لتوضيح القضية لكن دون جدوى، كما أن خلية الاتصال بالمديرية العامة للأمن الوطني، لا تعمل أيام الجمعة. وكانت منطقة الكاليتوس بالعاصمة، قد شهدت جريمة قتل بشعة قبل أشهر، عندما أقدم شاب في الثلاثين من عمره على طعن والده عدة مرات بواسطة خنجر، وكان هذا الشاب يعاني من اختلالات سلوكية ويعتدي على المواطنين ليتم توقيفه من طرف شرطة الكاليتوس وتحويله على وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش، الذي أفرج عنه وطالب أهله بإخضاعه للعلاج ليقوم بقتل والده أسبوعا بعد هذه الحادثة ليودع الحبس. نائلة. ب